Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 79, Ayat: 27-33)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ ٱلسَّمَآءُ } هذا توقيف قصد به الاستدلال على البعث فإن الذي خلق السماء قادر على خلق الأجساد بعد فنائها { رَفَعَ سَمْكَهَا } السمك : غلظ السماء وهو الارتفاع الذي بين سطح السماء الأسفل الذي يلينا وسطحها الأعلى الذي يلي ما فوقها . ومعنى رفعه أنه جعله مسيرة خمسمائة عام ، وقيل : السَّمْك السقف { فَسَوَّاهَا } أي أتقن خلقتها وقيل : جعلها مستوية ليس فيها مرتفع ولا منخفض { وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا } أي جعله مظلماً يقال : غطش الليل إذا أظلم . وأغطشه الله { وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا } أي أظهر ضوء الشمس في وقت الضحى ، وأضاف الضحى والليل إلى السماء من حيث أنهما ظاهران منها وفيها { وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } أي بسطها ، واستدل بها من قال : إن الأرض بسيطة غير كروية وقد ذكرنا في [ فصلت : 11 ] الجمع بين هذا وبين قوله { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ } { أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَاهَا } نسب الماء والمرعى إلى الأرض ، لأنهما يخرجان منها فإن قيل : لم قال أخرج بغير حرف العطف ؟ فالجواب : أن هذه الجملة في موضع الحال وتفسير لما قبلها قاله الزمخشري { وَٱلْجِبَالَ أَرْسَاهَا } أي أثبتها ، ونصب الجبال بفعل مضمر يدل عليه الظاهر وكذلك الأرض { مَتَاعاً لَّكُمْ } تقديره : فعل ذلك كله تمتيعاً لكم منه { وَلأَنْعَامِكُمْ } لأن بني آدم والأنعام ينتفعون بما ذكر .