Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 19-23)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِن تَسْتَفْتِحُواْ } الآية : خطاب لكفار قريش ، وذلك أنهم كانوا قد دعوا الله أن ينصر أحب الطائفتين إليه ، وروي أن الذي دعا بذلك أبو جهل فنصر الله المؤمنين ، وفتح لهم ، ومعنى : إن تستفتحوا : تطلبوا الفتح ، ويحتمل أن يكون الفتح الذي طلبوه بمعنى النصر أو بمعنى الحكم ، وقيل : إن الخطاب للمؤمنين { فَقَدْ جَآءَكُمُ ٱلْفَتْحُ } إن كان الخطاب للكافر فالفتح هنا بمعنى الحكم : أي قد جاءكم الحكم الذي حكم الله عليكم بالهزيمة والقتل والأسر ، وإن كان الخطاب للمؤمنين ، فالفتح هنا يحتمل أن يكون بمعنى الحكم ، لأن الله حكم لهم ، أو بمعنى النصر { وَإِن تَنتَهُواْ } أي ترجعوا عن الكفر وهذا يدل على أن الخطاب للكفار { وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ } أي أن تعودوا إلى الاستفتاح أو القتال نعد لقتالكم والنصر عليكم { وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ } الضمير لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو للأمر بالطاعة { وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ } أي تسمعون القرآن والمواعظ { كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } هم الكفار سمعوا بآذانهم دون قلوبهم فسماعهم كلا سماع { إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ } أي كل من يدب ، والمقصود أن الكفار شر الخلق ، قال ابن قتيبة : نزلت هذه الآية في بني عبد الدار ، فإنهم جدوا في القتال مع المشركين .