Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 1-1)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
نزلت هذه السورة في غزوة بدر وغنائمها { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلأَنْفَالِ } الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والسائلون هم الصحابة ، والأنفال هي الغنائم ، وذلك أنهم كانوا يوم بدر ثلاث فرق : فرقة مع النبي صلى الله عليه وسلم في العريش تحرسه ، وفرقة اتبعوا المشركين فقتلوهم وأسروهم ، وفرقة أحاطوا بأسلاب العدو وعسكرهم لما انهزموا ، فلما انجلت الحرب واجتمع الناس رأت كل فرقة أنها أحق بالغنيمة من غيرها ، واختلفوا فيما بينهم ، فنزلت الآية ومعناها : يسألونك عن حكم الغنيمة ومن يستحقها وقيل : الأنفال هنا ما ينفله الإمام لبعض الجيش من الغنيمة زيادة على حظه ، وقد اختلف الفقهاء هل يكون ذلك التنفيل من الخمس وهو قول مالك ؟ أو من الأربعة الأخماس ، أو من رأس الغنيمة ، قبل إخراج الخمس { قُلِ ٱلأَنفَالُ للَّهِ وَٱلرَّسُولِ } أي الحكم فيها لله والرسول لا لكم { وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ } أي اتفقوا وائتلفوا ، ولا تنازعوا ، وذات هنا بمعنى : الأحوال ، قاله الزمخشري ، وقال ابن عطية : يراد بها في هذا الموضع نفس الشيء وحقيقته . وقال الزبيري : إن إطلاق الذات على نفس الشيء وحقيقته ليس من كلام العرب { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } يريد في الحكم في الغنائم ، قال عبادة بن الصامت : نزلت فينا أصحاب بدر حين اختلفنا وساءت أخلاقنا ، فنزع الله الأنفال من أيدينا ، وجعلها لرسول الله صلى الله عليه وسلم قسمها على السواء ، فكانت في ذلك تقوى الله وطاعة رسوله وإصلاح ذات البين .