Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 5-6)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كَمَآ أَخْرَجَكَ رَبُّكَ } فيه ثلاث تأويلات : أحدهما : أن تكون الكاف في موضع رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره : هذه الحال كحال إخراجك ؛ يعني أن حالهم في كراهة تنفيل الغنائم كحالهم في حالة خروجك للحرب ، والثاني أن يكون في موضع الكاف نصب على أنه صفة لمصدر الفعل المقدّر في قوله الأنفال لله والرسول أي : استقرت الأنفال لله والرسول استقراراً مثل استقرار خروجك ، والثالث أن تتعلق الكاف بقوله يجادلونك { مِن بَيْتِكَ } يعني مسكنة بالمدينة إذ أخرجه الله لغزوة بدر { وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ لَكَٰرِهُونَ } أي كرهوا قتال العدو ، وذلك أن عِيرَ قريش أقبلت من الشام فيها أموال عظيمة ، ومعها أربعون راكباً ، فأخبر بذلك جبريل النبي صلى الله عليه وسلم ، فخرج بالمسلمين فسمع بذلك أهل مكة ، فاجتمعوا وخرجوا في عدد كثير ؛ ليمنعوا عيرهم . فنزل جبريل عليه السلام فقال : يا محمد إن الله قد وعدكم إحدى الطائفتين ، إما العير وإما قريش ، فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ، فقالوا : العير أحب إلينا من لقاء العدو ، فقال : إن العير قد مضت على ساحل البحر ، وهذا أبو جهل قد أقبل ، فقال له سعد بن عبادة : امض لما شئت فإنك متبعوك وقال سعد بن معاذ : والذي بعثك بالحق لو خضت هذا البحر لخضناه معك فسر بنا على بركة الله { يُجَٰدِلُونَكَ فِي ٱلْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ } كان جدالهم في لقاء قريش ، بإيثارهم لقاء العير ؛ إذ كانت أكثر أموالاً ، وأقل رجالاً ؛ وتبينُ الحق : هو إعلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم ينصرون { كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى ٱلْمَوْتِ } تشبيه لحالهم في إفراط جزعهم من لقاء قريش .