Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 80, Ayat: 33-40)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلصَّآخَّةُ } القيامة وهي مشتقة من قولك : صخ الأذن إذا أصمها بشدة صياحه ، فكأنه إشارة إلى النفخة في الصور ، أو إلى شدة الأمر حتى يصخ من يسمعه لصعوبته وقيل : هي من قولك : أصاخ للحديث إذا استمعه ، والأول هو الموافق للاشتقاق { يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ } الآية ذكر فرار الإنسان من أحبابه ، ورتبهم على ترتيبهم في الحنو والشفقة فبدأ بالأقل وختم بالأكثر ، لأن الإنسان أشد شفقة على بنيه من كل من تقدم ذكره ؛ وإنما يفر منهم لاشتغاله بنفسه ؛ وقيل : إن فراره منهم لئلا يطالبوه بالتبعات والأول أرجح وأظهر ، لقوله : { لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } أي هو مشغول بشأنه من الحساب والثواب والعقاب ، حتى لا يسعه ذكر غيره ، وانظر قول الأنبياء عليهم السلام ، يومئذ : نفسي نفسي { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ } أي مضيئة من السرور ، وهو من قولك : أسفر الصبح إذا أضاء { عَلَيْهَا غَبَرَةٌ } أي غبار ، والقترة أيضاً الغبار . قال ابن عطية : الغبرة من العبوس والكرب ، كما يقتر وجه المهموم والمريض ، والقترة هي غبار الأرض ، وقال الزمخشري : الغبرة : غبار يعلوها ، والقترة سواد ، فيعظم قبحها باجتماع الغبار والسواد .