Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 83, Ayat: 29-36)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يَضْحَكُونَ } نزلت هذه الآية في صناديد قريش ، كأبي جهل وغيره ، مر بهم عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وجماعة من المؤمنين ، فضحكوا منهم واستخفوا بهم { وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ } أي يغمز بعضهم إلى بعض ويشير بعينيه ، والضمير في مروا يحتمل أن يكون للمؤمنين أو للكفار ، والضمير في يتغامزون للكفار لا غير { فَاكِهِينَ } من الفكاهة وهي اللهو ، أي يتفكرون بذكر المؤمنين ، والاستخفاف بهم قاله الزمخشري . ويحتمل أن يريد يتفكهون بنعيم الدنيا { وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوۤاْ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ لَضَالُّونَ } أي إذا رأى الكفار المؤمنين نسبوهم إلى الضلال ، وقيل : إذا رأى المؤمنون الكفار نسبوهم إلى الضلال والأول أظهر وأشهر { وَمَآ أُرْسِلُواْ عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ } أي ما أرسل الكفار حافظين على المؤمنين ، يحفظون أعمالهم ويشهدون برشدهم أو ضلالهم ، وكأنه قال : كلامهم بالمؤمنين فضول منهم { فَٱلْيَوْمَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ ٱلْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ } يعني باليوم يوم القيامة إذ قد تقدم ذكره ، فيضحك المؤمنون فيه من الكفار ، كما ضحك الكفار منهم في الدنيا { هَلْ ثُوِّبَ ٱلْكُفَّارُ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } معنى ثوب جوزي ، يقال : ثوبه وأثابه إذا جازاه . وهذه الجملة يحتمل أن تكون متصلة بما قبلها في موضع مفعول ينظرون ، فتوصل مع ما قبلها أو تكون توقيفاً فيوقف قبلها ويكون معمول " ينظرون " محذوفاً حسبما ذكرنا في ينظرون الذي قبل هذا وهذا أرجح لاتفاق الموضعين .