Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 85, Ayat: 5-8)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلنَّارِ ذَاتِ ٱلْوَقُودِ } النار بدل من الأخدود ، وهو بدل اشتمال ، والوقود ما توقد به النار ، والقصد وصف النار بالشدة والعظم { إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ } الضمير للكفار الذين كانوا يحرقون المؤمنين في الأخدود ، وهم أصحاب الأخدود على الأظهر . والعامل في " إذ " قوله : " قتل " فروي أن النار أحرقت من المؤمنين عشرين ألفاً ، وقيل : سبعين ألفاً ، فقتل على هذا بمعنى لعن أي لعنوا حين قعدوا على النار لتحريق المؤمنين ، وروي أن الله بعث على المؤمنين ريحاً فقبضت أرواحهم وخرجت النار فأحرقت الكفار الذين كانوا عليها ، فقتل على هذا بمعنى القتل الحقيقي أي قتلتهم النار ؛ وقيل : الضمير في إذ هم للمؤمنين ، والأول أشهر وأظهر لقوله : { وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ } يحتمل أن يكون بمعنى الشهادة أي : يشهد بعضهم لبعض عند الملك بأنه فعل ما أمره الملك من التحريق ، أو يشهدون بذلك على أنفسهم يوم القيامة ، أو يكون بمعنى الحضور أي كانوا حاضرين على ذلك الفعل { وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ } أي ما أنكر الكفار على المؤمنين إلا أنهم آمنوا بالله ، وهذا لا ينبغي أن ينكر . فإن قيل : لم قال أن يؤمنوا بلفظ المضارع ولم يقل آمنوا بلفظ الماضي لأن القصة قد وقعت ؟ فالجواب : أن التعذيب إنما كان على دوامهم على الإيمان ، ولو كفروا في المستقبل لم يعذبوهم ، فلذلك ذكره بلفظ المستقبل فكأنه قال : إلا أن يدوموا على الإيمان .