Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 86, Ayat: 9-13)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَوْمَ تُبْلَىٰ ٱلسَّرَآئِرُ } يعني : يوم القيامة ، والسرائر جمع سريرة وهي ما أسرّ العبد في قلبه من العقائد والنيات ، وما أخفى من الأعمال وبلاؤها هو تعرّفها والاطلاع عليها ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن السرائر الإيمان والصلاة والزكاة والغسل من الجنابة وهذه معظمها . فلذلك خصّها بالذكر ، والعامل في يوم قوله : رجعه أي يرجعه يوم تبلى السرائر ، واعترض بالفصل بينهما . وأجيب بقوة المصدر في العمل ، وقيل : العامل قادر واعترض بتخصيص القدرة بذلك اليوم ، وهذا لا يلزم لأن القدرة وإن كانت مطلقة فقد أخبر الله أن البعث إنما يقع في ذلك اليوم . وقال من احترز من الاعتراضين في القولين المتقدمين : العامل فعل مضمر من المعنى تقديره : يرجعه يوم تبلى السرائر ، وهذا كله على المعنى الصحيح في رجعه ، وأما على الأقوال الأخر فالعامل في يوم مضمر تقديره : اذكر { فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ } الضمير للإنسان ، ولما كان دفع المكاره في الدنيا إما بقوة الإنسان أو بنصرة غيره له أخبره الله أنه يعدمها يوم القيامة { وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلرَّجْعِ } المراد بالرجع عند الجمهور المطر وسماه رجعاً بالمصدر ، لأنه يرجع كل عام أو لأنه يرجع إلى الأرض ، وقيل : الرجع السحاب الذي فيه المطر ، وقيل : هو مصدر رجوع الشمس والكواكب من منزلة إلى منزلة { وَٱلأَرْضِ ذَاتِ ٱلصَّدْعِ } يعني ما تصدع عنه الأرض من النبات ، وقيل : يعني ما في الأرض من الشقاق والخنادق وشبهها { إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ } الضمير للقرآن ، لأن سياق الكلام يقتضيه ، والفصل معناه الذي فصل بين الحق والباطل كما قيل له : فرقان . والهزل : اللهو يعني أنه جِدٌّ كله .