Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 89, Ayat: 21-25)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ دُكَّتِ ٱلأَرْضُ } أي سوّيت جبالها { دَكّاً دَكّاً } أي دكاً بعد دكّ كما تقول : تعلمت العلم باباً باباً { وَجَآءَ رَبُّكَ } تأويله عند المتأولين : جاء أمره وسلطانه وقال المنذر بن سعيد : معناه ظهوره للخلق هنالك . وهذه الآية وأمثالها من المشكلات التي يجب الإيمان بها من غير تكييف ولا تمثيل { وَٱلْمَلَكُ } هو اسم فإنه رُوِي أن الملائكة كلهم يكونون صفوفاً حول الأرض { صَفّاً صَفّاً } أي صفاً بعد صف قد أحدقوا بالجن والإنس { وَجِيۤءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يؤتي يومئذ بجهنم معها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها " { يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ } يومئذ بدل من إذا دكت ويتذكر هو العامل وهو جواب إذا دكت ، والمعنى : أن الإنسان يتذكر يوم القيامة أعماله في الدنيا ، ويندم على تفريطه وعصيانه ، والإنسان هنا جنس ، وقيل : يعني عتبة بن ربيعة ، وقيل : أمية بن خلف { وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكْرَىٰ } هذا على حذف تقديره أنى له الانتفاع بالذكرى كما تقول ندم حين لم تنفعه الندامة { يَقُولُ يٰلَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي } فيه وجهان : أحدهما أنه يريد الحياة في الآخرة فالمعنى : يا ليتني قدّمت عملاً صالحاً للآخرة ، والآخر أنه يريد الحياة الدنيا فالمعنى : يا ليتني قدّمت عملاً صالحاً وقت حياتي ، فاللام على هذا كقوله كتبت لعشر من الشهر { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ } من قرأ بكسر الذال من يعذب والثاء من يوثق فالضمير في عذابه ووثاقه لله تعالى والمعنى : أن الله يتولى عذاب الكفار ولا يكله إلى أحد ، ومن قرأ بالفتح فالضمير للإنسان أي لا يعذّب أحد مثل عذابه ، ولا يوثِق أحد مثل وثاقه ، وهذه قراءة الكسائي ورُوِيَ أن أبا عمرو رجع إليها وهي قراءة حسنة ، وقد رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .