Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 118-119)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَعَلَى ٱلثَّلاَثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ } هم كعب بن مالك ، وهلال بن أمية ، ومرارة بن الربيع ، تخلفوا عن غزوة تبوك ، من غير عذر ومن غير نفاق ولا قصد للمخالفة ، فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم عتب عليهم ، وأمر أن لا يكلمهم أحد ، وأمرهم أن يعتزلوا نساءهم ، فبقوا على ذلك مدّة إلى أن أنزل الله توبتهم ، وقد روي حديثهم في البخاري ومسلم والسير ، ومعنى خُلّفوا هنا : أي عن الغزوة . وقال كعب بن مالك معناه : خُلفوا عن قبول الضر وليس بالتخلف عن الغزو . يقوِّي ذلك كونه جعل إذا ضاقت غاية للتخلف { ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأَرْضُ } عبارة عما أصابه من الغم والخوف من الله { ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوۤاْ } أي رجع بهم ليستقيموا على التوبة { وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّٰدِقِينَ } يحتمل أن يريد صدق اللسان إذا كانوا هؤلاء الثلاثة قد صدقوا ولم يعتذروا بالكذب ، فنفعهم الله بذلك ، ويحتمل أن يريد أعم من صدق اللسان ، وهو الصدق في الأقوال والأفعال والمقاصد والعزائم ، والمراد بالصادقين : المهاجرون لقول الله في الحشر : للفقراء المهاجرين ، إلى قوله : هم الصادقون وقد احتج بها أبو بكر الصديق على الأنصار يوم السقيفة ، فقال : نحن الصادقون ، وقد أمركم الله أن تكونوا معنا ، أي تابعين لنا .