Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 30-30)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ عُزَيْرٌ ٱبْنُ ٱللَّهِ } قال ابن عباس : إن هذه المقالة قالها أربعة من اليهود ، وهم سلام بن مشكم ، ونعمان بن أوفى ، وشاس بن قيس ، ومالك بن الصيف ، وقيل : لم يقلها إلا فنحاص ، ونسب ذلك إلى جميعهم لأنهم متبعون لمن قالها ، والظاهر أن جماعتهم قالوها إذ لم ينكروها حين نسبت إليهم ، وكان سبب قولهم ذلك أنهم فقدوا التوراة ، فحفظها عزير وحده ، فعلّمها لهم فقالوا : ما علم الله عزير التوراة إلا أنه ابنه ، وعزير مبتدأ ، وابن الله خبره ، ومنع عزير التنوين لأنه أعجمي لا ينصرف وقيل : بل هو منصرف وحذف التنوين لالتقاء الساكنين وهذا ضعيف ، وأما من نونه فجعله عربياً { وَقَالَتْ ٱلنَّصَارَى ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللَّهِ } . قال أبو المعالي : أطبقت النصارى على أن المسيح إله وابن إله وذلك كفر شنيع { بِأَفْوَٰهِهِمْ } يتضمن معنيين أحدهما : إلزامهم هذه المقالة والتأكيد في ذلك ، والثاني : أنهم لا حجة لهم في ذلك ، وإنما هو مجرد دعوى كقولك لمن تكذبه : هذا قول بلسانك { يُضَٰهِئُونَ قَوْلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ } معنى يضاهئون يشابهون ، فإن كان الضمير لليهود والنصارى ، فالإشارة بقوله الذين كفروا من قبل للمشركين من العرب إذ قالوا : الملائكة بنات الله ، وهم أول كافر . أو للصابئين أو لأمم متقدمة وإن كان الضمير للمعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم من اليهود والنصارى ، فالذين كفروا من قبل هم أسلافهم المتقدمون { قَٰتَلَهُمُ ٱللَّهُ } دعاء عليهم ، وقيل : معناه لعنهم الله { أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ } تعجب كيف يصرفون عن الحق والصواب .