Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 90, Ayat: 10-16)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَهَدَيْنَاهُ ٱلنَّجْدَينِ } أي طريقي الخير والشر فهو كقوله : { إِنَّا هَدَيْنَاهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً } [ الإنسان : 3 ] ، وليس الهدى هنا بمعنى الإرشاد وقيل : يعني ثديي الأم { فَلاَ ٱقتَحَمَ ٱلْعَقَبَةَ } الاقتحام الدخول بشدّة ومشقة ، والعقبة عبارة عن الأعمال ، الصالحة المذكورة بعد ، وجعلها عقبة استعارة من عقبة الجبل لأنها تصعب ويشق صعودها على النفوس ، وقيل : هو جبل في جهنم له عقبة لا يجاوزها إلا من عمل هذه الأعمال ولا هنا تخصيص بمعنى هلا وقيل : هي دعاء ، وقيل : هي نافية واعترض هذا القول بأن لا النافية إذا دخلت على الفعل الماضي لزم تكرارها ، وأجاب الزمخشري بأنها مكررة في المعنى ، والتقدير فلا اقتحم العقبة ولا فك رقبة ولا أطعم مسكيناً . وقال الزجاج قوله : { ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } [ البلد : 17 ] يدل على التكرار لأن التقدير فلا اقتحم العقبة ولا آمن { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْعَقَبَةُ } للعقبة ثم فسرها بفك الرقبة وهو إعتاقها بالإطعام وقرئ فك رقبة بضم الكاف وخفض الرقبة ، وهو على هذا تفسير للعقبة وبفتح الكاف ونصب الرقبة وهو تفسير لاقتحم وفك الرقبة : هو عتقها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منها عضواً منه من النار " وقال أعرابي لرسول الله صلى الله عليه وسلم : " دلني على عمل أنجو به فقال : فك الرقبة وأعتق النسمة ، فقال الأعرابي : أليس هذا واحداً ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا ، إعتاق النسمة أن تنفرد بعتقها وفك الرقبة أن تعين في ثمنها " ، وأما فك أسارى المسلمين من أيدي الكافرين فإنه أعظم أجراً من العتق لأنه واجب ، ولو استغرقت فيه أموال المسلمين ولكنه لا يجري في الكفارات عن عتق رقبة { أَوْ إِطْعَامٌ } من قرأ فكُ بالرفع قرأ إطعام بالعطف مصدر على مصدر ومن قرأ فكَ بالفتح قرأ أَطْعَمَ بفتح الهمزة والميم فعطف فعلاً على فعل { فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ } أي مجاعة يقال سغب الرجل إذا جاع { يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ } أي ذا قرابة ففيه أجر إطعام اليتيم وصلة الرحم { أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ } أي ذا حاجة ، يقال : تَرِبَ الرجل إذا افتقر ، وهو مأخوذ من الصدقة بالتراب وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه الذي مأواه المزابل .