Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 90, Ayat: 1-4)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لاَ أُقْسِمُ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ } أراد مكة باتفاق ، وأقسم بها تشريفاً لها ولا زائدة { وَأَنتَ حِلٌّ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ } هذه جملة اعتراض بين القسم وما بعده وفي معناها ثلاثة أقوال : أحدها أن المعنى أنت حال بهذا البلد أي ساكن ، لأن السورة نزلت والنبي صلى الله عليه وسلم بمكة ، والآخر أن معنى حِلّ تستحل حرمتك ويؤذيك الكفار مع أن مكة لا يحل فيها قتل صيد ولا بشر ولا قطع شجر ، وعلى هذا قيل : لا أقسم يعني لا أقسم بهذا البلد وأنت تلحقك فيه إذاية . الثالث أن معنى حل حلال يجوز لك في هذا البلد ما شئت من قتالك الكفار وغير ذلك مما لا يجوز لغيرك ، وهذا هو الأظهر لقوله صلى الله عليه وسلم : " إن هذا البلد حرام حرّمه الله يوم خلق السمٰوات والأرض ، لم يحل لأحد قبلي ولا يحل لأحد بعدي ، وإنما أحل لي ساعة من نهار يعني يوم فتح مكة ، وفي ذلك اليوم أمر عليه الصلاة والسلام بقتل ابن خطل وهو متعلق بأستار الكعبة " ، فإن قيل : إن السورة مكية وفتح مكة كان عام ثمانية من الهجرة ؟ فالجواب : أن هذا وعد بفتح مكة كما تقول لمن تعده بالكرامة : أنت مكرم يعني فيما يستقبل ، وقيل : إن السورة على هذا مدنية نزلت يوم الفتح ، وهذا ضعيف { وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ } فيه خمسة أقوال : أحدها : أنه أراد آدم وجميع ولده ، الثاني : نوح وولده ، الثالث إبراهيم وولده ، الرابع سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وولده ، الخامس جنس كل والد ومولود وإنما قال : وما ولد ولم يقل ومن ولد : إشارة إلى تعظيم المولود كقوله : { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ } [ آل عمران : 36 ] قاله الزمخشري { لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ فِي كَبَدٍ } أي يكابد المشقات من هموم الدنيا والآخرة ، قال بعضهم : لا يكابد أحد من المخلوقات ما يكابد ابن آدم ، وأصل الكبد من قولك كبد الرجل فهو أكبد إذا وجعت كبده وقيل : معنى في كبد واقفاً منتصب القامة . وهذا ضعيف . والإنسان على هذين القولين جنس ، وقيل : الإنسان آدم عليه السلام ، ومعنى في كبد على هذا في السماء وهذا ضعيف والأول هو الصحيح .