Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 92, Ayat: 1-8)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱلْلَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ } أي يغطي وحذف المفعول وهو الشمس لقوله : { وَٱلْلَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ } أو النهار لقوله : { يُغْشِي ٱلَّيلَ ٱلنَّهَارَ } [ الأعراف : 54 ] أوكل شيء يستره الليل { وَٱلنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ } أي ظهر وتبين والنهار من طلوع الشمس واليوم من طلوع الفجر { وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ } ما بمعنى من والمراد بها الله تعالى وعدل عن من لقصد الوصف كأنه قال : والقدر الذي خلق الذكر والأنثى وقيل : هي مصدرية وروى ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ والذكر والأنثى { إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ } هذا جواب القسم ومعناه إن عملكم مختلف فمنه حسنات ومنه سيئات ، وشتى جمع شتيت { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ } أي أعطى ماله في الزكاة والصدقة وشبه ذلك ، أو أعطى حقوق الله من طاعته في جميع الأشياء واتقى الله { وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ } أي بالخصلة الحسنة وهي الإسلام ، ولذلك عبّر عنها بعضهم بأنها لا إلٰه إلا الله ، أو بالمثوبة الحسنى وهي الجنة ، وقيل : يعني الأجر والثواب على الاطلاق ، وقيل : يعني الخلف على المنفق { فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ } أي نهيؤه للطريقة اليسرى ، وهي فعل الخيرات وترك السيئات وضد ذلك تيسيره للعسرى ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : " اعملوا فكل ميسر لما خلق له " أي يهيؤه الله لما قدر له ويسهل عليه فعل الخير أو الشر { وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَٱسْتَغْنَىٰ } أي بخل بماله أو بطاعة الله على الاطلاق فيحتمل الوجهين ؛ لأنه في مقابلة أعطى ، كما أن استغنى في مقابلة اتقى ، وكذلك كذب بالحسنى في مقابلة صدق بالحسنى ، ونيسره للعسرى في مقابلة نيسره لليسرى ، ومعنى استغنى : استغنى عن الله فلم يطعه واستغنى بالدنيا عن الآخرة ، ونزلت آية المدح في أبي بكر الصديق ، لأنه أنفق ماله في مرضات الله ، وكان يشتري من أسلم من العبيد فيعتقهم ، وقيل نزلت في أبي الدحداح ، وهذا ضعيف ، لأنها مكية وإنما أسلم أبو الدحداح بالمدينة ، وقيل : إن آية الذم نزلت في أبي سفيان بن حرب ، وهذا ضعيف لقوله : فسنيسره للعسرى وقد أسلم أبو سفيان بعد ذلك .