Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 99, Ayat: 1-5)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِذَا زُلْزِلَتِ ٱلأَرْضُ } أي حركت واهتزت { زِلْزَالَهَا } مصدر وإنما أضيف إليها تهويلاً كأنه يقول الزلزلة التي تليق بها على عظم جرمها { وَأَخْرَجَتِ ٱلأَرْضُ أَثْقَالَهَا } يعني الموتى الذين في جوفها ، وذلك عند النفخة الثانية في الصور . وقيل : هي الكنوز وهذا ضعيف لأن إخراجها للكنوز وقت الدجال { وَقَالَ ٱلإِنسَانُ مَا لَهَا } أي يتعجب من شأنها فيحتمل أن يريد جنس الإنسان أو الكافر خاصة ؛ لأنه الذي يرى حينئذ ما لا يظن { يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا } هذه عبارة عما يحدث فيها من الأهوال فهو مجاز وحديث بلسان الحال وقيل : هو شهادتها على الناس بما عملوا على ظهرها فهو حقيقة ، وتُحدّث يتعدّى إلى مفعولين حذف المفعول منهما ، والتقدير تحدث الخلق أخبارها ، وانتزع بعض المحدثين من قوله : تُحدّثُ أخبارها أن قول المحدّث حدثنا وأخبرنا سواء ، وهذه الجملة هي جواب إذا زلزلت وتحدث هو العامل في إذا . ويومئذ بدل من إذا ويجوز أن يكون العامل في إذا مضمر وتحدث عامل في يومئذ { بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا } الباء سببية متعلقة بتحدث أي تحدث بسبب أن الله أوحى لها ، ويحتمل أن يكون بأن الله أوحى لها بدلاً من إخبارها وهذا كما تقول : حدثت كذا وحدثت بكذا ، والمعنى على هذا تحدث بحديث الوحي لها ، وهذا الوحي يحتمل أن يكون إلهاماً أو كلاماً بواسطة الملائكة ولها بمعنى إليها ، وقيل : معناه أوحى إلى الملائكة من أجلها وهذا بعيد .