Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 1-7)
Tafsir: Fatḥ al-qadīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لما انجرّ الكلام في خاتمة السورة المتقدمة إلى ذكر الإعادة وما قبلها وما بعدها ، بدأ سبحانه في هذه السورة بذكر القيامة وأهوالها ، حثاً على التقوى التي هي أنفع زاد فقال { يَـأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ } أي احذروا عقابه بفعل ما أمركم به من الواجبات وترك ما نهاكم عنه من المحرمات ، ولفظ الناس يشمل جميع المكلفين من الموجودين ومن سيوجد على ما تقرر في موضعه ، وقد قدّمنا طرفاً من تحقيق ذلك في سورة البقرة ، وجملة { إِنَّ زَلْزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيْء عَظِيمٌ } تعليل لما قبلها من الأمر بالتقوى ، والزلزلة شدّة الحركة ، وأصلها من زلّ عن الموضع ، أي زال عنه وتحرّك ، وزلزل الله قدمه ، أي حركها ، وتكرير الحرف يدل على تأكيد المعنى ، وهو من إضافة المصدر إلى فاعله ، وهي على هذا ، الزلزلة التي هي أحد أشراط الساعة التي تكون في الدنيا قبل يوم القيامة ، هذا قول الجمهور . وقيل إنها تكون في النصف من شهر رمضان ، ومن بعدها طلوع الشمس من مغربها . وقيل إن المصدر هنا مضاف إلى الظرف ، وهو الساعة ، إجراء له مجرى المفعول ، أو بتقدير " في " كما في قوله { بَلْ مَكْرُ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } سبأ 33 . وهي المذكورة في قوله { إِذَا زُلْزِلَتِ ٱلأَرْضُ زِلْزَالَهَا } الزلزلة 1 . قيل وفي التعبير عنها بالشيء إيذان بأن العقول قاصرة عن إدراك كنهها . { يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ } انتصاب الظرف بما بعده ، والضمير يرجع إلى الزلزلة ، أي وقت رؤيتكم لها ، تذهل كل ذات رضاع عن رضيعها وتغفل عنه . قال قطرب تذهل تشتغل ، وأنشد قول الشاعر @ ضرب يزيل الهام عن مقيله ويذهل الخليل عن خليله @@ وقيل تنسى . وقيل تلهو . وقيل تسلو ، وهذه معانيها متقاربة . قال المبرّد إن « ما » فيما أرضعت بمعنى المصدر أي تذهل عن الإرضاع ، قال وهذا يدل على أن هذه الزلزلة في الدنيا ، إذ ليس بعد القيامة حمل وإرضاع ، إلا أن يقال من ماتت حاملاً فتضع حملها للهول ، ومن ماتت مرضعة بعثت كذلك ، ويقال هذا مثل كما يقال { يَوْماً يَجْعَلُ ٱلْوِلْدٰنَ شِيباً } المزمل 17 . وقيل يكون مع النفخة الأولى ، قال ويحتمل أن تكون الساعة عبارة عن أهوال يوم القيامة ، كما في قوله { مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَاء وَٱلضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ } البقرة 214 . ومعنى { وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا } أنها تلقي جنينها لغير تمام من شدّة الهول ، كما أن المرضعة تترك ولدها بغير رضاع لذلك { وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَـٰرَىٰ } قرأ الجمهور بفتح التاء والراء خطاب لكل واحد ، أي يراهم الرائي كأنهم سكارى { وَمَا هُم بِسُكَـٰرَىٰ } حقيقة ، قرأ حمزة والكسائي " سكرى " بغير ألف ، وقرأ الباقون بإثباتها وهما لغتان يجمع بهما سكران ، مثل كسلى وكسالى ، ولما نفى سبحانه عنهم السكر أوضح السبب الذي لأجله شابهوا السكارى فقال { وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٌ } فبسبب هذه الشدة والهول العظيم طاشت عقولهم ، واضطربت أفهامهم فصاروا كالسكارى ، بجامع سلب كمال التمييز وصحة الإدراك . وقرىء " وترى " بضم التاء وفتح الراء مسنداً إلى المخاطب من أرأيتك أي تظنهم سكارى . قال الفراء ولهذه القراءة وجه جيد في العربية . ثم لما أراد سبحانه أن يحتجّ على منكري البعث قدّم قبل ذلك مقدّمة تشمل أهل الجدال كلهم فقال { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَـٰدِلُ فِى ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ } وقد تقدّم إعراب مثل هذا التركيب في قوله { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ } البقرة 8 . ومعنى { فِي ٱللَّهِ } في شأن الله وقدرته ، ومحل { بِغَيْرِ عِلْمٍ } النصب على الحال . والمعنى أنه يخاصم في قدرة الله ، فيزعم أنه غير قادر على البعث بغير علم يعلمه ، ولا حجة يدلي بها { وَيَتَّبِعْ } فيما يقوله ويتعاطاه ويحتجّ به ويجادل عنه { كُلَّ شَيْطَـٰنٍ مَّرِيدٍ } أي متمرّد على الله وهو العاتي ، سمي بذلك لخلّوه عن كل خير ، والمراد إبليس وجنوده ، أو رؤساء الكفار الذين يدعون أشياعهم إلى الكفر . وقال الواحدي قال المفسرون نزلت في النضر بن الحارث وكان كثير الجدال ، وكان ينكر أن الله يقدر على إحياء الأموات . وقيل نزلت في الوليد بن المغيرة وعتبة بن ربيعة . { كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلاَّهُ } أي كتب على الشيطان وفاعل كتب أنه من تولاه ، والضمير للشأن ، أي من اتخذه ولياً { فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ } أي فشأن الشيطان أن يضله عن طريق الحقّ ، فقوله أنه يضله جواب الشرط إن جعلت من شرطية أو خبر الموصول إن جعلت موصولة ، فقد وصف الشيطان بوصفين الأوّل أنه مريد ، والثاني ما أفاده جملة كتب عليه إلخ ، وجملة { وَيَهْدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ } معطوفة على جملة يضله أي يحمله على مباشرة ما يصير به في عذاب السعير . ثم ذكر سبحانه ما هو المقصود من الاحتجاج على الكفار بعد فراغه من تلك المقدّمة ، فقال { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مّنَ ٱلْبَعْثِ } قرأ الحسن " البعث " بفتح العين وهي لغة ، وقرأ الجمهور بالسكون ، وشكهم يحتمل أن يكون في وقوعه أو في إمكانه . والمعنى إن كنتم في شكّ من الإعادة فانظروا في مبدأ خلقكم ، أي خلق أبيكم آدم ، ليزول عنكم الريب ، ويرتفع الشكّ وتدحض الشبهة الباطلة { فَإِنَّا خَلَقْنَـٰكُمْ مّن تُرَابٍ } في ضمن خلق أبيكم آدم " ثُمَّ " خلقناكم { مِن نُّطْفَةٍ } أي من منيّ ، سمي نطفة لقلته ، والنطفة القليل من الماء . وقد يقع على الكثير منه ، والنطفة القطرة ، يقال نطف ينطف ، أي قطر . وليلة نطوف ، أي دائمة القطر { ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ } والعلقة الدم الجامد ، والعلق الدم العبيط ، أي الطريّ أو المتجمد ، وقيل الشديد الحمرة . والمراد الدم الجامد المتكوّن من المنيّ { ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ } وهي القطعة من اللحم ، قدر ما يمضغ الماضغ تتكوّن من العلقة { مُّخَلَّقَةٍ } بالجرّ صفة لمضغة ، أي مستبينة الخلق ظاهرة التصوير { وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ } أي لم يستبن خلقها ولا ظهر تصويرها . قال ابن الأعرابي مخلقة يريد قد بدأ خلقه ، وغير مخلقة لم تصوّر . قال الأكثر ما أكمل خلقه بنفخ الروح فيه فهو المخلقة وهو الذي ولد لتمام ، وما سقط كان غير مخلقة أي غير حيّ بإكمال خلقته بالروح . قال الفراء مخلقة تامّ الخلق ، وغير مخلقة السقط ، ومنه قول الشاعر @ أفي غير المخلقة البكاء فأين الحزم ويحك والحياء @@ واللام في { لّنُبَيّنَ لَكُمْ } متعلق بخلقنا ، أي خلقناكم على هذا النمط البديع لنبين لكم كمال قدرتنا بتصريفنا أطوار خلقكم { وَنُقِرُّ فِي ٱلأرْحَامِ مَا نَشَاء } روى أبو حاتم عن أبي زيد عن المفضل عن عاصم أنه قرأ بنصب نقرّ عطفاً على نبين ، وقرأ الجمهور " تقر " بالرفع على الاستئناف ، أي ونحن نقرّ . قال الزجاج نقرّ بالرفع لا غير ، لأنه ليس المعنى فعلنا ذلك لنقرّ في الأرحام ما نشاء . ومعنى الآية ونثبت في الأرحام ما نشاء فلا يكون سقطاً { إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } وهو وقت الولادة ، وقال ما نشاء ، ولم يقل من نشاء ، لأنه يرجع إلى الحمل وهو جماد قبل أن ينفخ فيه الروح ، وقرىء " ليبين " " ويقرّ " و " يخرجكم " بالتحتية في الأفعال الثلاثة ، وقرأ ابن أبي وثاب " ما نشاء " بكسر النون { ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً } أي نخرجكم من بطون أمهاتكم طفلاً ، أي أطفالاً ، وإنما أفرده إرادة للجنس الشامل للواحد والمتعدد . قال الزجاج طفلاً في معنى أطفالاً ، ودلّ عليه ذكر الجماعة يعني في نخرجكم ، والعرب كثيراً ما تطلق اسم الواحد على الجماعة ، ومنه قول الشاعر @ يلحينني من حبها ويلمنني إن العواذل لسن لي بأمير @@ وقال المبرد هو اسم يستعمل مصدراً كالرضا والعدل ، فيقع على الواحد والجمع ، قال الله سبحانه { أَوِ ٱلطّفْلِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ } النور 31 . قال ابن جرير هو منصوب على التمييز كقوله { فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْء مّنْهُ نَفْساً } النساء 4 . وفيه بعد ، والظاهر انتصابه على الحال بالتأويل المذكور ، والطفل يطلق على الصغير من وقت انفصاله إلى البلوغ { ثُمَّ لِتَـبْلُغُواْ أَشُدَّكُـمْ } قيل هو علة لنخرجكم معطوف على علة أخرى مناسبة له ، كأنه قيل نخرجكم لتكبروا شيئاً فشيئاً ثم لتبلغوا إلى الأشدّ . وقيل إن ثم زائدة والتقدير لتبلغوا وقيل إنه معطوف على نبين . والأشدّ هو كمال العقل وكمال القوّة والتمييز . قيل وهو ما بين الثلاثين إلى الأربعين . وقد تقدم الكلام في هذا مستوفى في الأنعام { وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّىٰ } يعني قبل بلوغ الأشدّ ، وقرىء " يتوفّى " مبنياً للفاعل . وقرأ الجمهور " يتوفى " مبنياً للمفعول { وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ ٱلْعُمُرِ } أي أخسه وأدونه ، وهو الهرم والخرف حتى لا يعقل ، ولهذا قال سبحانه { لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً } أي شيئاً من الأشياء ، أو شيئاً من العلم ، والمعنى أنه يصير من بعد أن كان ذا علم بالأشياء وفهم لها ، لا علم له ولا فهم ، ومثله قوله { لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَـٰنَ فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَـٰهُ أَسْفَلَ سَـٰفِلِينَ } التين 4 ، 5 ، وقوله { وَمَن نّعَمّرْهُ نُنَكّـسْهُ فِى ٱلْخَلْقِ } يۤس 68 . { وَتَرَى ٱلأرْضَ هَامِدَةً } هذه حجة أخرى على البعث ، فإنه سبحانه احتج بإحياء الأرض بإنزال الماء على إحياء الأموات ، والهامدة اليابسة التي لا تنبت شيئاً ، قال ابن قتيبة أي ميتة يابسة كالنار إذا طفئت . وقيل دارسة ، والهمود الدروس ، ومنه قول الأعشى @ قالت قتيلة ما لجسمك شاحباً وأرى ثيابك باليات همودا @@ وقيل هي التي ذهب عنها الندى . وقيل هالكة ، ومعاني هذه الأقوال متقاربة { فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَاء ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ } المراد بالماء هنا المطر ، ومعنى اهتزّت تحركت . والاهتزاز شدّة الحركة ، يقال هززت الشيء فاهتزّ ، أي حركته فتحرك ، والمعنى تحركت بالنبات لأن النبات لا يخرج منها حتى يزيل بعضها من بعض إزالة حقيقة ، فسماه اهتزازاً مجازاً . وقال المبرد المعنى اهتزّ نباتها فحذف المضاف . واهتزازه شدة حركته ، والاهتزاز في النبات أظهر منه في الأرض . ومعنى ربت ارتفعت ، وقيل انتفخت . والمعنى واحد ، وأصله الزيادة ، يقال ربا الشيء يربو ربواً إذا زاد ، ومنه الربا والربوة . وقرأ يزيد بن القعقاع وخالد بن إلياس " وربأت " أي ارتفعت حتى صارت بمنزلة الرابية ، وهو الذي يحفظ القوم على مكان مشرف يقال له رابىء ورابئة وربيئة { وَأَنبَتَتْ } أي أخرجت { مِن كُلّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } أي من كلّ صنف حسن ولون مستحسن ، والبهجة الحسن . وجملة { ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ } مستأنفة ، لما ذكر افتقار الموجودات إليه سبحانه وتسخيرها على وفق إرادته واقتداره . قال بعد ذلك هذه المقالات ، وهي إثبات أنه سبحانه الحق ، وأنه المتفرد بإحياء الموتى ، وأنه قادر على كل شيء من الأشياء ، والمعنى أنه المتفرد بهذه الأمور ، وأنها من شأنه لا يدّعي غيره أنه يقدر على شيء منها ، فدلّ سبحانه بهذا على أنه الحق الحقيقي الغني المطلق وأن وجود كل موجود مستفاد منه ، والحق هو الموجود الذي لا يتغير ولا يزول . وقيل ذو الحقّ على عباده . وقيل الحقّ في أفعاله . قال الزجاج { ذلك } في موضع رفع ، أي الأمر ما وصفه لكم وبيّن بأن الله هو الحق . قال ويجوز أن يكون { ذلك } نصباً . ثم أخبر سبحانه بأن { ٱلسَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ } أي في مستقبل الزمان ، قيل لا بدّ من إضمار فعل ، أي ولتعلموا أن الساعة آتية { لاَ رَيْبَ فِيهَا } أي لا شك فيها ولا تردّد ، وجملة { لاَ رَيْبَ فِيهَا } خبر ثانٍ للساعة ، أو في محل نصب على الحال . ثم أخبر سبحانه عن البعث فقال { وَأَنَّ ٱللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي ٱلْقُبُورِ } فيجازيهم بأعمالهم ، إن خيراً فخير وإن شرّاً فشرّ ، وأن ذلك كائن لا محالة . وقد أخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد ، والترمذي وصححه ، والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه من طرق عن الحسن وغيره عن عمران بن حصين قال لما نزلت { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيْء عَظِيمٌ } إلى قوله { وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٌ } أنزلت عليه هذه وهو في سفر ، فقال " أتدرون أيّ يوم ذلك ؟ " قالوا الله ورسوله أعلم ، قال " ذلك يوم يقول الله لآدم ابعث بعث النار ، قال يا ربّ وما بعث النار ؟ قال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار ، وواحداً إلى الجنة " ، فأنشأ المسلمون يبكون ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قاربوا وسدّدوا وأبشروا ، فإنها لم تكن نبوّة قط إلا كان بين يديها جاهلية فتؤخذ العدّة من الجاهلية ، فإن تمت وإلا كملت من المنافقين ، وما مثلكم والأمم إلا كمثل الرقمة في ذراع الدابة ، أو كالشامة في جنب البعير " ، ثم قال " إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة " فكبّروا ، ثم قال " إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة " فكبّروا ، ثم قال " إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة " فكبّروا ، قال " ولا أدري قال الثلثين أم لا " وأخرج الترمذي وصححه ، وابن جرير وابن المنذر عن عمران بن حصين مرفوعاً نحوه ، وقال في آخره " اعملوا وأبشروا ، فوالذي نفس محمد بيده إنكم لمع خليقتين ما كانتا مع شيء إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج ، ومن مات من بني آدم ومن بني إبليس " ، فسري عن القوم بعض الذي يجدون ، قال " اعملوا وأبشروا ، فوالذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير ، أو كالرقمة في ذراع الدابة " وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، وابن حبان والحاكم وصححه ، وابن مردويه عن أنس مرفوعاً نحوه . وأخرج البزار وابن جرير وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه عن أنس مرفوعاً نحوه أيضاً . وفي الصحيحين وغيرهما عن أبي سعيد الخدري قال قال النبيّ صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه ، وفي آخره فقال " من يأجوج ومأجوج ألف ومنكم واحد ، وهل أنتم في الأمم إلا كالشعرة السوداء في الثور الأبيض ، أو كالشعرة البيضاء في الثور الأسود " وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { كُتِبَ عَلَيْهِ } قال كتب على الشيطان . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مجاهد مثله { أَنَّهُ مَن تَوَلاَّهُ } قال اتبعه . وأخرج البخاري ومسلم وأهل السنن وغيرهم عن ابن مسعود قال حدّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل الله إليه الملك فينفخ فيه الروح ، ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد ، فوالذي لا إلٰه غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها " والأحاديث في هذا الباب كثيرة جداً . وأخرج ابن أبي حاتم وصححه عن ابن عباس في قوله { مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ } قال المخلقة ما كان حياً ، وغير المخلقة ما كان سقطاً . وروي نحو هذا عن جماعة من التابعين . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { مِن كُلّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } قال حسن . وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن معاذ بن جبل قال من علم أن الله عزّ وجلّ حق ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور دخل الجنة .