Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 66-85)
Tafsir: Fatḥ al-qadīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أمر الله سبحانه رسوله أن يخبر المشركين بأن الله نهاه عن عبادة غيره ، وأمره بالتوحيد ، فقال { قُلْ إِنّى نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } وهي الأصنام . ثم بيّن وجه النهي ، فقال { لَمَّا جَاءنِى ٱلْبَيّنَـٰتُ مِن رَّبّى } ، وهي الأدلة العقلية والنقلية ، فإنها توجب التوحيد { وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } أي أستسلم له بالانقياد ، والخضوع . ثم أردف هذا بذكر دليل من الأدلة على التوحيد ، فقال { هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ مّن تُرَابٍ } أي خلق أباكم الأوّل ، وهو أدم ، وخلقه من تراب يستلزم خلق ذرّيته منه { ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ } قد تقدّم تفسير هذا في غير موضع { ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً } أي أطفالاً ، وأفرده لكونه اسم جنس ، أو على معنى يخرج كلّ واحد منكم طفلاً { ثُمَّ لِتَـبْلُغُواْ أَشُدَّكُـمْ } ، وهي الحالة التي تجتمع فيها القوّة ، والعقل . وقد سبق بيان الأشدّ مستوفى في الأنعام ، واللام التعليلية في { لتبلغوا } معطوفة على علة أخرى ، { ليخرجكم } مناسبة لها ، والتقدير لتكبروا شيئًا ، فشيئا ، ثم لتبلغوا غاية الكمال ، وقوله { ثُمَّ لِتَكُـونُواْ شُيُوخاً } معطوف على لتبلغوا ، قرأ نافع ، وحفص ، وأبو عمرو ، وابن محيصن ، وهشام { شيوخاً } بضم الشين ، وقرأ الباقون بكسرها ، وقرىء وشيخاً على الإفراد لقوله طفلاً ، والشيخ من جاوز أربعين سنة { وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ } أي من قبل الشيخوخة { وَلِتَبْلُغُواْ أَجَلاً مُّسَمًّى } أي وقت الموت ، أو يوم القيامة ، واللام هي لام العاقبة { وَلَعَلَّـكُمْ تَعْقِلُونَ } أي لكي تعقلوا توحيد ربكم ، وقدرته البالغة في خلقكم على هذه الأطوار المختلفة { هُوَ ٱلَّذِى يُحْيِـي وَيُمِيت } أي يقدر على الإحياء ، والإماتة { فَإِذَا قَضَىٰ أَمْراً } من الأمور التي يريدها { فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } من غير توقف ، وهو تمثيل لتأثير قدرته في المقدورات عند تعلق إرادته بها ، وقد تقدّم تحقيق معناه في البقرة ، وفيما بعدها . ثم عجب سبحانه من أحوال المجادلين في آيات الله ، فقال { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُجَـٰدِلُونَ فِى ءايَـٰتِ ٱللَّهِ } ، وقد سبق بيان معنى المجادلة { أَنَّىٰ يُصْرَفُونَ } أي كيف يصرفون عنها مع قيام الأدلة الدالة على صحتها ، وأنها في أنفسها موجبة للتوحيد . قال ابن زيد هم المشركون بدليل قوله { ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِٱلْكِـتَـٰبِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا } قال القرطبي وقال أكثر المفسرين نزلت في القدرية . قال ابن سيرين إن لم تكن هذه الآية نزلت في القدرية ، فلا أدري فيمن نزلت ، ويجاب عن هذا بأن الله سبحانه قد وصف هؤلاء بصفة تدلّ على غير ما قالوه ، فقال { ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِٱلْكِـتَـٰبِ } أي بالقرآن ، وهذا وصف لا يصحّ أن يطلق على فرقة من فرق الإسلام ، والموصول إما في محل جرّ على أنه نعت للموصول الأوّل ، أو بدل منه ، ويجوز أن يكون في محل نصب على الذمّ ، والمراد بالكتاب إما القرآن ، أو جنس الكتب المنزلة من عند الله ، وقوله { وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا } معطوف على قوله { بالكتاب } ، ويراد به ما يوحى إلى الرسل من غير كتاب إن كانت اللام في الكتاب للجنس ، أو سائر الكتب إن كان المراد بالكتاب القرآن { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } عاقبة أمرهم ، ووبال كفرهم ، وفي هذا وعيد شديد ، والظرف في قوله { إِذِ ٱلأَغْلَـٰلُ فِى أَعْنَـٰقِهِمْ } متعلق { بيعلمون } ، أي فسوف يعلمون وقت كون الأغلال في أعناقهم { وٱلسَّلَـٰسِلُ } معطوف على الأغلال ، والتقدير إذ الأغلال ، والسلاسل في أعناقهم ، ويجوز أن يرتفع السلاسل على أنه مبتدأ وخبره محذوف لدلالة في أعناقهم عليه ، ويجوز أن يكون خبره { يُسْحَبُونَ فِى ٱلْحَمِيمِ } بحذف العائد ، أي يسحبون بها في الحميم ، وهذا على قراءة الجمهور برفع السلاسل ، وقرأ ابن عباس ، وابن مسعود ، وعكرمة ، وأبو الجوزاء بنصبها ، وقرءوا يسحبون بفتح الياء مبنياً للفاعل ، فتكون السلاسل مفعولاً مقدّماً ، وقرأ بعضهم بجرّ السلاسل . قال الفراء وهذه القراءة محمولة على المعنى ، إذ المعنى أعناقهم في الأغلال ، والسلاسل . وقال الزجاج المعنى على هذه القراءة وفي السلاسل يسحبون ، واعترضه ابن الأنباري بأن ذلك لا يجوز في العربية ، ومحل يسحبون على تقدير عطف السلاسل على الأغلال ، وعلى تقدير كونها مبتدأ ، وخبرها في أعناقهم النصب على الحال ، أو لا محل له ، بل هو مستأنف جواب سؤال مقدّر ، والحميم هو المتناهي في الحرّ . وقيل الصديد ، وقد تقدّم تفسيره { ثُمَّ فِى ٱلنَّارِ يُسْجَرُونَ } يقال سجرت التنور أي أوقدته ، وسجرته ملأته بالوقود ، ومنه { وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ } الطور 6 أي المملوء ، فالمعنى توقد بهم النار ، أو تملأ بهم . قال مجاهد ، ومقاتل توقد بهم النار ، فصاروا وقودها . { ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } هذا توبيخ ، وتقريع لهم ، أي أين الشركاء الذين كنتم تعبدونهم من دون الله { قَـالُواْ ضَـلُّواْ عَنَّا } أي ذهبوا ، وفقدناهم ، فلا نراهم ، ثم أضربوا عن ذلك ، وانتقلوا إلى الإخبار بعدمهم ، وأنه لا وجود لهم ، فقالوا { بَل لَّمْ نَكُنْ نَّدْعُواْ مِن قَبْلُ شَيْئاً } أي لم نكن نعبد شيئاً ، قالوا هذا لما تبين لهم ما كانوا فيه من الضلالة ، والجهالة ، وأنهم كانوا يعبدون ما لا يبصر ، ولا يسمع ، ولا يضرّ ، ولا ينفع ، وليس هذا إنكاراً منهم لوجود الأصنام التي كانوا يعبدونها ، بل اعتراف منهم بأن عبادتهم إياها كانت باطلة { كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلْكَـٰفِرِينَ } أي مثل ذلك الضلال يضلّ الله الكافرين حيث عبدوا هذه الأصنام التي أوصلتهم إلى النار ، والإشارة بقوله { ذٰلِكُمْ } إلى الإضلال المدلول عليه بالفعل ، أي ذلك الإضلال بسبب { مَّا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِى ٱلأَرْضِ } أي بما كنتم تظهرون في الدنيا من الفرح بمعاصي الله ، والسرور بمخالفة رسله ، وكتبه . وقيل بما كنتم تفرحون به من المال ، والأتباع ، والصحة ، وقيل بما كنتم تفرحون به من إنكار البعث . وقيل المراد بالفرح هنا البطر ، والتكبر ، وبالمرح الزيادة في البطر . وقال مجاهد ، وغيره تمرحون ، أي تبطرون ، وتأشرون . وقال الضحاك الفرح السرور ، والمرح العدوان . وقال مقاتل المرح البطر ، والخيلاء { ٱدْخُلُواْ أَبْوٰبَ جَهَنَّمَ } حال كونكم { خَـٰلِدِينَ فِيهَا } أي مقدّرين الخلود فيها { فَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَـبّرِينَ } عن قبول الحق جهنم . ثم أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم بالصبر ، فقال { فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } أي وعده بالانتقام منهم كائن لا محالة ، إما في الدنيا ، أو في الآخرة ، ولهذا قال { فَـإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِى نَعِدُهُمْ } من العذاب في الدنيا بالقتل ، والأسر ، والقهر ، وما في { فإما } زائدة على مذهب المبرد ، والزجاج ، والأصل فإن نرك ، ولحقت بالفعل نون التأكيد ، وقوله { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ } معطوف على { نرينك } أي أو نتوفينك قبل إنزال العذاب بهم { فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } يوم القيامة ، فنعذبهم { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ } أي أنبأناك بأخبارهم ، وما لقوه من قومهم { وَمِنْهُمْ مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ } خبره ، ولا أوصلنا إليك علم ما كان بينه ، وبين قومه { وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِىَ بِـئَايَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } لا من قبل نفسه ، والمراد بالآية المعجزة الدالة على نبوّته { فَإِذَا جَـاء أَمْرُ ٱللَّهِ } أي إذا جاء الوقت المعين لعذابهم في الدنيا ، أو في الآخرة { قُضِىَ بِٱلْحَقّ } فيما بينهم ، فينجي الله بقضائه الحق عباده المحقين { وَخَسِرَ هُنَالِكَ } أي في ذلك الوقت { ٱلْمُبْطِلُونَ } الذين يتبعون الباطل ، ويعملون به . ثم امتنّ سبحانه على عباده بنوع من أنواع نعمه التي لا تحصى ، فقال { ٱللَّهُ ٱلَّذِى جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَنْعَـٰمَ } أي خلقها لأجلكم ، قال الزجاج الأنعام ها هنا الإبل ، وقيل الأزواج الثمانية { لِتَرْكَـبُواْ مِنْهَا } من للتبعيض ، وكذلك في قوله { وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } ويجوز أن تكون لابتداء الغاية في الموضعين ، ومعناها ابتداء الركوب ، وابتداء الأكل ، والأوّل أولى . والمعنى لتركبوا بعضها ، وتأكلوا بعضها { وَلَكُمْ فيِهَا مَنَـٰفِعُ } أخر غير الركوب ، والأكل من الوبر ، والصوف ، والشعر ، والزبد ، والسمن ، والجبن ، وغير ذلك { وَلِتَـبْلُغُواْ عَلَيْهَا حَاجَةً فِى صُدُورِكُمْ } قال مجاهد ، ومقاتل ، وقتادة تحمل أثقالكم من بلد إلى بلد ، وقد تقدم بيان هذا مستوفى في سورة النحل { وَعَلَيْهَا وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ } أي على الإبل في البرّ ، وعلى السفن في البحر . وقيل المراد بالحمل على الأنعام هنا حمل الولدان ، والنساء بالهوادج { وَيُرِيكُمْ ءايَـٰتِهِ } أي دلالاته الدالة على كمال قدرته ، ووحدانيته { فَأَىَّ ءايَـٰتِ ٱللَّهِ تُنكِرُونَ } ، فإنها كلها من الظهور ، وعدم الخفاء بحيث لا ينكرها منكر ، ولا يجحدها جاحد ، وفيه تقريع لهم ، وتوبيخ عظيم ، ونصب { أيّ } بتنكرون ، وإنما قدم على العامل فيه ، لأن له صدر الكلام . ثم أرشدهم سبحانه إلى الاعتبار ، والتفكر في آيات الله ، فقال { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } من الأمم التي عصت الله ، وكذبت رسلها ، فإن الآثار الموجودة في ديارهم تدلّ على ما نزل بهم من العقوبة ، وما صاروا إليه من سوء العاقبة . ثم بيّن سبحانه أن تلك الأمم كانوا فوق هؤلاء في الكثرة ، والقوّة ، فقال { كَانُواْ أَكْـثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً } أي أكثر منهم عدداً ، وأقوى منهم أجساداً ، وأوسع منهم أموالاً ، وأظهر منهم { آثَارا فِى ٱلأَرْضِ } بالعمائر ، والمصانع ، والحرث { فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } يجوز أن تكون " ما " الأولى استفهامية ، أي أيّ شيء أغنى عنهم ، أو نافية . أي لم يغن عنهم ، و " ما " الثانية يجوز أن تكون موصولة ، وأن تكون مصدرية . { فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيّنَـٰتِ } أي بالحجج الواضحات ، والمعجزات الظاهرات { فَرِحُواْ بِمَا عِندَهُمْ مّنَ ٱلْعِلْمِ } أي أظهروا الفرح بما عندهم مما يدعون أنه من العلم من الشبه الداحضة ، والدعاوي الزائغة ، وسماه علماً تهكماً بهم ، أو على ما يعتقدونه . وقال مجاهد قالوا نحن أعلم منهم لن نعذب ، ولن نبعث . وقيل المراد من علم أحوال الدنيا لا الدين كما في قوله { يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مّنَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا } الروم 7 ، وقيل الذين فرحوا بما عندهم من العلم هم الرسل ، وذلك أنه لما كذبهم قومهم أعلمهم الله بأنه مهلك الكافرين ، ومنجي المؤمنين ، ففرحوا بذلك { وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءونَ } أي أحاط بهم جزاء استهزائهم { فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا } أي عاينوا عذابنا النازل بهم { قَالُواْ ءامَنَّا بِٱللَّهِ وَحْدَهُ وَكَـفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ } ، وهي الأصنام التي كانوا يعبدونها { فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَـٰنُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا } أي عند معاينة عذابنا ، لأن ذلك الإيمان ليس بالإيمان النافع لصاحبه ، فإنه إنما ينفع الإيمان الاختياري لا الإيمان الاضطراري { سُنَّتُ ٱللَّهِ ٱلَّتِى قَدْ خَلَتْ فِى عِبَادِهِ } أي التي قد مضت في عباده ، والمعنى أن الله سبحانه سن هذه السنّة في الأمم كلها أنه لا ينفعهم الإيمان إذا رأوا العذاب ، وقد مضى بيان هذا في سورة النساء ، وسورة التوبة ، وانتصاب سنّة على أنها مصدر مؤكد لفعل محذوف بمنزلة وعد الله ، وما أشبهه من المصادر المؤكدة . وقيل هو منصوب على التحذير ، أي احذروا يا أهل مكة سنّة الله في الأمم الماضية ، والأوّل أولى . { وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلْكَـٰفِرُونَ } أي وقت رؤيتهم بأس الله ، ومعاينتهم لعذابه . قال الزجاج الكافر خاسر في كل وقت ، ولكنه يتبين لهم خسرانهم إذا رأوا العذاب . وقد أخرج أحمد ، والترمذي وحسنه ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، والبيهقي في البعث والنشور ، عن عبد الله بن عمرو قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { إِذِ ٱلأَغْلَـٰلُ فِى أَعْنَـٰقِهِمْ } إلى قوله { يُسْجَرُونَ } ، فقال " لو أن رصاصة مثل هذه ، وأشار إلى جمجمة أرسلت من السماء إلى الأرض ، وهي مسيرة خمسمائة سنة لبلغت الأرض قبل الليل ، ولو أنها أرسلت من رأس السلسلة لسارت أربعين خريفاً الليل والنهار قبل أن تبلغ أصلها ، أو قال قعرها " وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة النار ، عن ابن عباس قال يسحبون في الحميم ، فينسلخ كل شيء عليهم من جلد ، ولحم ، وعرق حتى يصير في عقبه حتى إن لحمه قدر طوله ، وطوله ستون ذراعاً ، ثم يكسى جلداً آخر ، ثم يسجر في الحميم . وأخرج الطبراني في الأوسط ، وابن مردويه عن عليّ بن أبي طالب في قوله { وَمِنْهُمْ مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ } قال بعث الله عبداً حبشياً ، فهو ممن لم يقصص على محمد .