Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 51, Ayat: 38-60)
Tafsir: Fatḥ al-qadīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله { وَفِى مُوسَىٰ } معطوف على قوله { فيها } بإعادة الخافض ، والتقدير وتركنا في قصة موسى آية ، أو معطوف على { وَفِى ٱلأرْضِ } والتقدير وفي الأرض ، وفي موسى آيات ، قاله الفراء ، وابن عطية ، والزمخشري . قال أبو حيان وهو بعيد جداً ينزّه القرآن عن مثله ، ويجوز أن يكون متعلقاً بجعلنا مقدّراً لدلالة وتركنا عليه قيل ويجوز أن يعطف على { وَتَرَكْنَا } على طريقة قول القائل @ علفتها تبناً وماء بارداً @@ والتقدير وتركنا فيها آية ، وجعلنا في موسى آية . قال أبو حيان ولا حاجة إلى إضمار ، وجعلنا لأنه قد أمكن أن يكون العامل في المجرور وتركنا . والوجه الأوّل هو الأولى ، وما عداه متكلف متعسف لم تلجىء إليه حاجة ، ولا دعت إليه ضرورة { إِذْ أَرْسَلْنَـٰهُ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ بِسُلْطَـٰنٍ مُّبِينٍ } الظرف متعلق بمحذوف هو نعت لآية ، أي كائنة وقت أرسلناه ، أو بآية نفسها ، والأوّل أولى . والسلطان المبين الحجة الظاهرة الواضحة ، وهي العصا ، وما معها من الآيات { فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ } التولي الإعراض ، والركن الجانب ، قاله الأخفش . والمعنى أعرض بجانبه ، كما في قوله { أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ } الإسراء 83 قال الجوهري ركن الشيء جانبه الأقوى ، وهو يأوي إلى ركن شديد ، أي عزّ ومنعة . وقال ابن زيد ، ومجاهد ، وغيرهما الركن جمعه وجنوده الذين كان يتقوّى بهم ، ومنه قوله تعالى { أَوْ آوِى إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ } هود 80 أي عشيرة ومنعة ، وقيل الركن نفس القوّة ، وبه قال قتادة وغيره ، ومنه قول عنترة @ فما أوهى مراس الحرب ركني ولكن ما تقادم من زماني @@ { وَقَالَ سَـٰحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } أي قال فرعون في حقّ موسى هو ساحر ، أو مجنون ، فردّد فيما رآه من أحوال موسى بين كونه ساحراً ، أو مجنوناً ، وهذا من اللعين مغالطة وإيهام لقومه ، فإنه يعلم أن ما رآه من الخوارق لا يتيسر على يد ساحر ، ولا يفعله من به جنون . وقيل إن " أو " بمعنى الواو لأنه قد قال ذلك جميعاً ولم يتردّد ، قاله المؤرج ، والفرّاء ، كقوله { وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ ءاثِماً أَوْ كَفُوراً } الإنسان 24 . { فَأَخَذْنَـٰهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَـٰهُمْ فِى ٱلْيَمّ } أي طرحناهم في البحر ، وجملة { وَهُوَ مُلِيمٌ } في محل نصب على الحال ، أي آت بما يلام عليه حين ادّعى الربوبية ، وكفر بالله وطغى في عصيانه { وَفِى عَادٍ } أي وتركنا في قصة عاد آية { إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلرّيحَ ٱلْعَقِيمَ } وهي التي لا خير فيها ولا بركة ، لا تلقح شجراً ولا تحمل مطراً ، إنما هي ريح الإهلاك والعذاب . ثم وصف سبحانه هذه الريح فقال { مَا تَذَرُ مِن شَىْء أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَٱلرَّمِيمِ } أي ما تذر من شيء مرّت عليه من أنفسهم ، وأنعامهم ، وأموالهم إلاّ جعلته كالشيء الهالك البالي . قال الشاعر @ تركتني حين كفّ الدهر من بصري وإذ بقيت كعظم الرّمة البالي @@ وقال قتادة إنه الذي ديس من يابس النبات ، وقال السديّ ، وأبو العالية إنه التراب المدقوق ، وقال قطرب إنه الرماد ، وأصل الكلمة من رمّ العظم إذا بلي فهو رميم ، والرّمة العظام البالية . { وَفِى ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُواْ حَتَّىٰ حِينٍ } أي وتركنا في قصة ثمود آية وقت قلنا لهم عيشوا متمتعين بالدنيا إلى حين وقت الهلاك ، وهو ثلاثة أيام ، كما في قوله { تَمَتَّعُواْ فِى دَارِكُمْ ثَلَـٰثَةَ أَيَّامٍ } هود 65 . { فَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبّهِمْ } أي تكبروا عن امتثال أمر الله { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّـٰعِقَةُ } وهي كل عذاب مهلك . قرأ الجمهور { الصاعقة } وقرأ عمر بن الخطاب ، وحميد ، وابن محيصن ، ومجاهد ، والكسائي الصعقة ، وقد مرّ الكلام على الصاعقة في البقرة ، وفي مواضع { وَهُمْ يَنظُرُونَ } أي يرونها عياناً ، والجملة في محل نصب على الحال ، وقيل إن المعنى ينتظرون ما وعدوه من العذاب ، والأوّل أولى { فَمَا ٱسْتَطَـٰعُواْ مِن قِيَامٍ } أي لم يقدروا على القيام . قال قتادة من نهوض ، يعني لم ينهضوا من تلك الصرعة ، والمعنى أنهم عجزوا عن القيام فضلاً عن الهرب . ومثله قوله { فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَـٰثِمِينَ } الأعراف 78 { وَمَا كَانُواْ مُنتَصِرِينَ } أي ممتنعين من عذاب الله بغيرهم { وَقَوْمَ نُوحٍ مّن قَبْلُ } أي من قبل هؤلاء المهلكين ، فإن زمانهم متقدّم على زمن فرعون ، وعاد وثمود { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَـٰسِقِينَ } أي خارجين عن طاعة الله . قرأ حمزة ، والكسائي ، وأبو عمرو بخفض قوم أي وفي قوم نوح آية . وقرأ الباقون بالنصب . أي وأهلكنا قوم نوح ، أو هو معطوف على مفعول أخذتهم الصاعقة ، أو على مفعول نبذناهم أي نبذناهم ، ونبذنا قوم نوح ، أو يكون العامل فيه اذكر . { وَٱلسَّمَاء بَنَيْنَـٰهَا بِأَيْدٍ } أي بقوّة وقدرة ، قرأ الجمهور بنصب { السماء } على الاشتغال ، والتقدير وبنينا السماء بنيناها . وقرأ أبو السماك ، وابن مقسم برفعها على الابتداء { وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } الموسع ذو الوسع والسعة ، والمعنى إنا لذو سعة بخلقها ، وخلق غيرها لا نعجز عن ذلك ، وقيل لقادرون ، من الوسع بمعنى الطاقة والقدرة ، وقيل إنا لموسعون الرزق بالمطر . قال الجوهري وأوسع الرجل صار ذا سعة وغنى { وَٱلأرْضَ فَرَشْنَـٰهَا } قرأ الجمهور بنصب { الأرض } على الاشتغال . وقرأ أبو السماك ، وابن مقسم برفعها ، كما تقدّم في قوله { وَٱلسَّمَاء بَنَيْنَـٰهَا } ومعنى { فرشناها } بسطناها كالفراش { فَنِعْمَ ٱلْمَـٰهِدُونَ } أي نحن ، يقال مهدت الفراش بسطته ووطأته ، وتمهيد الأمور تسويتها وإصلاحها { وَمِن كُلّ شَىْء خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ } أي صنفين ، ونوعين من ذكر وأنثى ، وبرّ وبحر ، وشمس وقمر ، وحلو ومرّ ، وسماء وأرض ، وليل ونهار ، ونور وظلمة ، وجنّ وإنس ، وخير وشرّ { لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } أي خلقنا ذلك هكذا لتتذكروا ، فتعرفوا أنه خالق كل شيء ، وتستدلوا بذلك على توحيده ، وصدق وعده ووعيده . { فَفِرُّواْ إِلَى ٱللَّهِ إِنّى لَكُمْ مّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } أي قل لهم يا محمد ففرّوا إلى الله بالتوبة من ذنوبكم عن الكفر والمعاصي ، وجملة { إِنّى لَكُمْ مّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } تعليل للأمر بالفرار ، وقيل معنى { فَفِرُّواْ إِلَى ٱللَّهِ } اخرجوا من مكة . وقال الحسين بن الفضل احترزوا من كل شيء غير الله ، فمن فرّ إلى غيره لم يمتنع منه . وقيل فرّوا من طاعة الشيطان إلى طاعة الرحمٰن ، وقيل فرّوا من الجهل إلى العلم ، ومعنى { إِنّى لَكُمْ مّنْهُ } أي من جهته منذر بين الإنذار { وَلاَ تَجْعَلُواْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً ءاخَرَ } نهاهم عن الشرك بالله بعد أمرهم بالفرار إلى الله ، وجملة { إِنّى لَكُمْ مّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } تعليل للنهي . { كَذَلِكَ مَا أَتَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُواْ سَـٰحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } في هذا تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ببيان أن هذا شأن الأمم المتقدمة وأن ما وقع من العرب من التكذيب لرسول الله ، ووصفه بالسحر ، والجنون قد كان ممن قبلهم لرسلهم ، و { كَذٰلِكَ } في محل رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف ، أي الأمر كذلك . ثم فسر ما أجمله بقوله { مَا أَتَى } إلخ ، أو في محل نصب نعتاً لمصدر محذوف ، أي أنذركم إنذاراً كإنذار من تقدّمني من الرسل الذين أنذروا قومهم ، والأوّل أولى { أَتَوَاصَوْاْ بِهِ } الاستفهام للتقريع والتوبيخ ، والتعجيب من حالهم ، أي هل أوصى أوّلهم آخرهم بالتكذيب ، وتواطئوا عليه ؟ { بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَـٰغُونَ } إضراب عن التواصي إلى ما جمعهم من الطغيان أي لم يتواصوا بذلك ، بل جمعهم الطغيان ، وهو مجاوزة الحدّ في الكفر . ثم أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم بالإعراض عنهم ، فقال { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ } أي أعرض عنهم ، وكفّ عن جدالهم ، ودعائهم إلى الحق ، فقد فعلت ما أمرك الله به وبلغت رسالته { فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ } عند الله بعد هذا لأنك قد أدّيت ما عليك ، وهذا منسوخ بآية السيف . ثم لما أمره بالإعراض عنهم أمره بأن لا يترك التذكير ، والموعظة بالتي هي أحسن فقال { وَذَكّرْ فَإِنَّ ٱلذّكْرَىٰ تَنفَعُ ٱلْمُؤْمِنِينَ } قال الكلبي المعنى عظ بالقرآن من آمن من قومك فإن الذكرى تنفعهم . وقال مقاتل عظ كفار مكة فإن الذكرى تنفع من كان في علم الله أنه يؤمن . وقيل ذكرهم بالعقوبة وأيام الله ، وخصّ المؤمنين بالتذكير لأنهم المنتفعون به . وجملة { وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } مستأنفة مقرّرة لما قبلها . أن كون خلقهم لمجرّد العبادة مما ينشط رسول الله للتذكير ، وينشطهم للإجابة . قيل هذا خاصّ في من سبق في علم الله سبحانه أنه يعبده ، فهو عموم مراد به الخصوص . قال الواحدي قال المفسرون هذا خاصّ لأهل طاعته ، يعني من أُهِّل من الفريقين . قال وهذا قول الكلبي ، والضحاك ، واختيار الفراء ، وابن قتيبة . قال القشيري والآية دخلها التخصيص بالقطع لأن المجانين لم يؤمروا بالعبادة ، ولا أرادها منهم ، وقد قال { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مّنَ ٱلْجِنّ وَٱلإِنْسِ } الأعراف 179 ومن خلق لجهنم لا يكون ممن خلق للعبادة . فالآية محمولة على المؤمنين منهم ، ويدل عليه قراءة ابن مسعود ، وأبيّ بن كعب وما خلقت الجنّ والإنس من المؤمنين إلاّ ليعبدون . وقال مجاهد إن المعنى إلاّ ليعرفوني . قال الثعلبي وهذا قول حسن لأنه لو لم يخلقهم لما عرف وجوده وتوحيده . وروي عن مجاهد أنه قال المعنى إلاّ لآمرهم وأنهاهم ، ويدل عليه قوله { وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـٰهاً وٰحِداً لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَـٰنَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } التوبة 31 واختار هذا الزجاج . وقال زيد بن أسلم هو ما جبلوا عليه من السعادة والشقاوة ، فخلق السعداء من الجن والإنس للعبادة ، وخلق الأشقياء للمعصية . وقال الكلبي المعنى إلاّ ليوحدون ، فأما المؤمن ، فيوحده في الشدّة والرخاء ، وأما الكافر ، فيوحده في الشدّة دون النعمة ، كما في قوله { وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَّوْجٌ كَٱلظُّلَلِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدّينَ } لقمان 32 وقال جماعة إلاّ ليخضعوا لي ويتذللوا ، ومعنى العبادة في اللغة الذل والخضوع والانقياد ، وكل مخلوق من الإنس والجنّ خاضع لقضاء الله متذلل لمشيئته منقاد لما قدّره عليه . خلقهم على ما أراد ، ورزقهم كما قضى ، لا يملك أحد منهم لنفسه نفعاً ، ولا ضرًّا . ووجه تقديم الجن على الإنس ها هنا تقدم وجودهم . { مَا أُرِيدُ مِنْهُم مّن رّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ } هذه الجملة فيها بيان استغنائه سبحانه عن عباده ، وأنه لا يريد منهم منفعة ، كما تريده السادة من عبيدهم ، بل هو الغنيّ المطلق الرازق المعطي . وقيل المعنى ما أريد منهم أن يرزقوا أحداً من خلقي ، ولا أن يرزقوا أنفسهم ، ولا يطعموا أحداً من خلقي ، ولا يطعموا أنفسهم ، وإنما أسند الإطعام إلى نفسه لأن الخلق عيال الله ، فمن أطعم عيال الله ، فهو كمن أطعمه . وهذا كما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم « يقول الله عبدي استطعمتك فلم تطعمني » ، أي لم تطعم عبادي ، و " من " في قوله { مِن رّزْقِ } زائدة لتأكيد العموم . ثم بيّن سبحانه أنه هو الرزاق لا غيره ، فقال { إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ } لا رزاق سواه ، ولا معطي غيره ، فهو الذي يرزق مخلوقاته ، ويقوم بما يصلحهم فلا يشتغلوا بغير ما خلقوا له من العبادة { ذُو ٱلْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ } ارتفاع المتين على أنه وصف للرزاق ، أو لذو ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أو خبر بعد خبر . قرأ الجمهور { الرزاق } وقرأ ابن محيصن الرازق وقرأ الجمهور { المتين } بالرفع ، وقرأ يحيى بن وثاب ، والأعمش بالجرّ صفة للقوّة ، والتذكير لكون تأنيثها غير حقيقي . قال الفراء كان حقه المتينة فذكرها لأنه ذهب بها إلى الشيء المبرم المحكم الفتل ، يقال حبل متين ، أي محكم الفتل ، ومعنى المتين الشديد القوّة هنا { فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوباً مّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَـٰبِهِمْ } أي ظلموا أنفسهم بالكفر والمعاصي ، فإن لهم ذنوباً ، أي نصيباً من العذاب مثل نصيب الكفار من الأمم السابقة . قال ابن الأعرابي يقال يوم ذنوب ، أي طويل الشرّ لا ينقضي ، وأصل الذنوب في اللغة الدلو العظيمة ، ومن استعمال الذنوب في النصيب من الشيء قول الشاعر @ لعمرك والمنايا طارقات لكلّ بني أب منها ذنوب @@ وما في الآية مأخوذ من مقاسمة السقاة الماء بالدلو الكبير ، فهو تمثيل جعل الذنوب مكان الحظ والنصيب ، قاله ابن قتيبة { فَلاَ يَسْتَعْجِلُونِ } أي لا يطلبوا مني أن أعجل لهم العذاب ، كما في قولهم { فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ } الأعراف 70 { فَوَيْلٌ لّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن يَوْمِهِمُ ٱلَّذِى يُوعَدُونَ } قيل هو يوم القيامة ، وقيل يوم بدر ، والفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها . وقد أخرج ابن جرير ، وابن المنذر في قوله { فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ } عن ابن عباس قال بقومه . وأخرج الفريابي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه عنه في قوله { ٱلرّيحَ ٱلْعَقِيمَ } قال الشديدة التي لا تلقح شيئًا . وأخرج ابن جرير عنه أيضاً قال لا تلقح الشجر ولا تثير السحاب ، وفي قوله { إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَٱلرَّمِيمِ } قال كالشيء الهالك . وأخرج الفريابي ، وابن المنذر عن عليّ بن أبي طالب قال الريح العقيم النكباء . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله { وَٱلسَّمَاء بَنَيْنَـٰهَا بِأَيْدٍ } قال بقوّة . وأخرج أبو داود في ناسخه ، وابن المنذر عنه في قوله { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ } قال أمره الله أن يتولى عنهم ليعذبهم ، وعذر محمداً صلى الله عليه وسلم ، ثم قال { وَذَكّرْ فَإِنَّ ٱلذّكْرَىٰ تَنفَعُ ٱلْمُؤْمِنِينَ } ، فنسختها . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عنه في قوله { وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } قال ليقرّوا بالعبودية طوعاً أو كرهاً . وأخرج ابن المنذر عنه في الآية قال على ما خلقتهم عليه من طاعتي ومعصيتي ، وشقوتي وسعادتي . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في الأسماء والصفات عنه أيضاً في قوله { ٱلْمَتِينُ } يقول الشديد . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله { ذَنُوباً } قال دلواً .