Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 199-206)

Tafsir: Fatḥ al-qadīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { خُذِ ٱلْعَفْوَ } لما عدّد الله ما عدده من أحوال المشركين وتسفيه رأيهم وضلال سعيهم ، أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يأخذ العفو من أخلاقهم . يقال أخذت حقي عفواً ، أي سهلاً . وهذا نوع من التيسير الذي كان يأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما ثبت في الصحيح أنه كان يقول " يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا " والمراد بالعفو هنا ضد الجهد . وقيل المراد خذ العفو من صدقاتهم ، ولا تشدّد عليهم فيها وتأخذ ما يشق عليهم . وكان هذا قبل نزول فريضة الزكاة { وَأْمُرْ بِٱلْعُرْفِ } أي بالمعروف . وقرأ عيسى بن عمر « بالعُرف » بضمتين ، وهما لغتان . والعرف والمعروف والعارفة كل خصلة حسنة ترتضيها العقول ، وتطمئن إليها النفوس ، ومنه قول الشاعر @ من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس @@ { وَأَعْرِض عَنِ ٱلْجَـٰهِلِينَ } أي إذا أقمت الحجة في أمرهم بالمعروف فلم يفعلوا ، فأعرض عنهم ولا تمارهم ، ولا تسافههم مكافأة لما يصدر منهم من المراء والسفاهة . قيل وهذه الآية هي من جملة ما نسخ بآية السيف ، قاله عبد الرحمن بن زيد وعطاء . وقيل هي محكمة ، قاله مجاهد وقتادة . قوله { وَإِمَّا يَنَزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ نَزْغٌ } النزغ الوسوسة ، وكذا النغز والنخس . قال الزجاج النزغ أدنى حركة تكون ، ومن الشيطان أدنى وسوسة ، وأصل النزغ الفساد ، يقال نزغ بيننا أي أفسد ، وقيل النزغ الإغواء . والمعنى متقارب أمر الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم إذا أدرك من وسوسة الشيطان أن يستعيذ بالله وقيل إنه لما نزل قوله { خُذِ ٱلْعَفْوَ } قال النبي صلى الله عليه وسلم " كيف ياربّ بالغضب ؟ " فنزلت ، وجملة { إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } علة لأمره بالاستعاذة ، أي استعذ به والتجىء إليه ، فإنه يسمع ذلك منك ويعلم به . وجملة { إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ إِذَا مَسَّهُمْ طَـئِفٌ مّنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ تَذَكَّرُواْ } مقرّرة لمضمون ما قبلها ، أي إن شأن الذين يتقون الله ، وحالهم هو التذكر لما أمر الله به من الاستعاذة به ، والالتجاء إليه ، عند أن يمسهم طائف من الشيطان وإن كان يسيراً . قرأ أهل البصرة " طيف " وكذا أهل مكة . وقرأ أهل المدينة والكوفة { طَـائِفٌ } . وقرأ سعيد بن جبير " طيف " بالتشديد . قال النحاس كلام العرب في مثل هذا " طيف " بالتخفيف على أنه مصدر من طاف يطيف . قال الكسائي هو مخفف مثل ميت وميت . قال النحاس ومعناه في اللغة ما يتخيل في القلب أو يرى في النوم ، وكذا معنى طائف . قال أبو حاتم سألت الأصمعي عن طيف فقال ليس في المصادر فيعل . قال النحاس ليس هو مصدراً ولكن يكون بمعنى طائف . وقيل الطيف والطائف معنيان مختلفان ، فالأوّل التخيل . والثاني الشيطان نفسه . فالأوّل من طاف الخيال يطوف طيفاً ، ولم يقولوا من هذا طائف . قال السهيلي لأنه تخيل لا حقيقة له ، فأما قوله { فَطَافَ عَلَيْهم طَائِفٌ مِّن رَّبّكَ } القلم 19 فلا يقال فيه طيف ، لأنه اسم فاعل حقيقة . قال الزجاج طفت عليهم أطوف ، فطاف الخيال يطيف . قال حسان @ فدع هذا ولكن من لِطَيْف يؤرقني إذا ذهب العشاء @@ وسميت الوسوسة طيفاً ، لأنها لمة من الشيطان تشبه لمة الخيال . { فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ } بسبب التذكر ، أي منتبهون . وقيل على بصيرة . وقرأ سعيد بن جبير " تَذَكَّرُواْ " بتشديد الذال . قال النحاس ولا وجه له في العريبة . قوله { وَإِخْوٰنُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِى ٱلْغَىِّ } قيل المعنى وإخوان الشياطين ، وهم الفجار من ضلال الإنس ، على أن الضمير في إخوانهم يعود إلى الشيطان المذكور سابقاً ، والمراد به الجنس . فجاز إرجاع ضمير الجمع إليه . { يَمُدُّونَهُمْ فِى ٱلْغَىِّ } أي تمدّهم الشياطين في الغيّ ، وتكون مدداً لهم . وسميت الفجار من الإنس إخوان الشياطين ، لأنهم يقبلون منهم ويقتدون بهم . وقيل إن المراد بالإخوان الشياطين ، وبالضمير الفجار من الإنس ، فيكون الخبر جارياً على من هو له . وقال الزجاج في الكلام تقديم وتأخير . والمعنى { والذين تدعون من دونه لا يستطيعون لكم نصراً ولا أنفسهم ينصرون } { وَإِخْوٰنُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِى ٱلْغَىِّ } لأن الكفار إخوان الشياطين ، { ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ } الإقصار الانتهاء عن الشيء ، أي لا تقصر الشياطين في مدّ الكفار في الغيّ . قيل إن { في الغيّ } متصلاً بقوله { يَمُدُّونَهُمْ } وقيل بالإخوان . والغي الجهل . قرأ نافع " يَمُدُّونَهُمْ " بضم حرف المضارعة وكسر الميم . وقرأ الباقون بفتح حرف المضارعة وضم الميم ، وهما لغتان . يقال مدّ وأمد . قال مكي ومدّ أكثر . وقال أبو عبيد وجماعة من أهل اللغة فإنه يقال إذا كثر شيء شيئاً بنفسه مدّه . وإذا كثره بغيره ، قيل أمدّه نحو { يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءالافٍ مّنَ ٱلْمَلَـئِكَةِ } آل عمران 125 وقيل يقال مددت في الشرّ وأمددت في الخير . وقرأ عاصم الجحدري " يَمُدُّونَهُمْ فِى ٱلْغَىِّ " . وقرأ عيسى بن عمر " ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ " بفتح الياء وضم الصاد وتخفيف القاف . قوله { وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِـئَايَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ ٱجْتَبَيْتَهَا } اجتبى الشيء بمعنى جباه لنفسه ، أي جمعه ، أي هلا اجتمعتها افتعالاً لها من عند نفسك . وقيل المعنى اختلقتها ، يقال اجتبيت الكلام انتحلته واختلقته واخترعته إذا جئت به من عند نفسك . كانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تراخى الوحي هذه المقالة ، فأمره الله بأن يجيب عليهم بقوله { إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحِى إِلَىَّ } أي لست ممن يأتي بالآيات من قبل نفسه كما تزعمون بَلِ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحِى إِلَىَّ مّن رَّبّى ، فما أوحاه إليّ وأنزله عليّ أبلغته إليكم . وبصائر جمع بصيرة ، أي هذا القرآن المنزل عليّ هو { بَصَائِرُ مِن رَّبّكُمْ } يتبصر بها من قبلها . وقيل البصائر الحجج والبراهين . وقال الزجاج البصائر الطرق { وَهُدًى وَرَحْمَةً لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } معطوف على بصائر أي هذا القرآن هو بصائر وهدى يهتدي به المؤمنون ورحمة لهم . قوله { وَإِذَا قُرِىء ٱلْقُرْءانُ فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ } أمرهم الله سبحانه بالاستماع للقرآن والإنصات له عند قراءته لينتفعوا به ويتدبروا ما فيه من الحكم والمصالح . قيل هذا الأمر خاص بوقت الصلاة عند قراءة الإمام ، ولا يخفاك أن اللفظ أوسع من هذا والعام لا يقصر على سببه ، فيكون الاستماع والإنصات عند قراءة القرآن في كل حالة ، وعلى أيّ صفة مما يجب على السامع . وقيل هذا خاص بقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم للقرآن دون غيره ، ولا وجه لذلك . { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } أي تنالون الرحمة وتفوزون بها بامتثال أمر الله سبحانه ، ثم أمره الله سبحانه أن يذكره في نفسه . فإن الإخفاء أدخل في الإخلاص ، وأدعى للقبول . قيل المراد بالذكر هنا ما هو أعم من القرآن وغيره من الأذكار التي يذكر الله بها . وقال النحاس لم يختلف في معنى { وَٱذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ } أنه الدعاء . وقيل هو خاص بالقرآن ، أي اقرأ القرآن بتأمل وتدبر ، و { تَضَرُّعًا وَخِيفَةً } منتصبان على الحال ، أي متضرعاً وخائفاً ، والخيفة الخوف ، وأصلها خوفة قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها . وحكى الفراء أنه يقال في جمع خيفة خيف . قال الجوهري والخيفة الخوف والجمع خيف ، وأصله الواو أي خوف . { وَدُونَ ٱلْجَهْرِ مِنَ ٱلْقَوْلِ } أي دون المجهور به من القول ، وهو معطوف على ما قبله ، أي متضرعاً وخائفاً ، ومتكلماٍ بكلام هو دون الجهر من القول . و { بِٱلْغُدُوّ وَٱلآصَالِ } متعلق بـ { اذكر } أي أوقات الغدوات وأوقات الأصائل . والغدوّ جمع غدوة ، والآصال جمع أُصيل ، قاله الزجاج والأخفش ، مثل يمين وأيمان . وقيل الآصال جمع أُصل ، والأُصلُ جمع أصيل ، فهو على هذا جمع الجمع ، قاله الفراء . قال الجوهري الأصيل الوقت من بعد العصر إلى المغرب ، وجمعه أُصل وآصال وأصائل ، كأنه جمع أصيلة . قال الشاعر @ لعمري لأنت البيت أكرم أهله وأقعد في أفنائه بالأصائل @@ ويجمع أيضاً على أصلان مثل بعير وبعران . وقرأ أبو مجلز « والإيصال » وهو مصدر . وخصّ هذين الوقتين لشرفهما . والمراد دوام الذكر لله . { وَلاَ تَكُنْ مّنَ ٱلْغَـٰفِلِينَ } أي عن ذكر الله { إِنَّ ٱلَّذِينَ عِندَ رَبّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ } المراد بهم الملائكة . قال القرطبي بالإجماع . قال الزجاج وقال { عند ربك } والله عزّ وجلّ بكل مكان لأنهم قريبون من رحمته ، وكل قريب من رحمة الله عزّ وجلّ فهو عنده . وقال غيره لأنهم في موضع لا ينفذ فيه إلا حكم الله . وقيل إنهم رسل الله ، كما يقال عند الخليفة جيش كثير . وقيل هذا على جهة التشريف والتكريم لهم ، ومعنى { يسبحونه } يعظمونه وينزهونه عن كل شين { وَيُسَبّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ } أي يخصونه بعبادة السجود التي هي أشرف عبادة . وقيل المراد بالسجود الخضوع والذلة . وفي ذكر الملأ الأعلى تعريض لبني آدم . وقد أخرج سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، والبخاري ، وأبو داود ، والنسائي ، والنحاس في ناسخه ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، عن عبد الله بن الزبير ، في قوله { خُذِ ٱلْعَفْوَ } الآية ، قال ما نزلت هذه الآية إلا في اختلاف الناس . وفي لفظه أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأخذ العفو من أخلاق الناس . وأخرج ابن أبي حاتم ، والطبراني في الأوسط ، وأبو الشيخ ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، عن ابن عمر في قوله { خُذِ ٱلْعَفْوَ } قال أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأخذ العفو من أخلاق الناس . وأخرج ابن أبي الدنيا ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن الشعبي ، قال لما أنزل الله { خُذِ ٱلْعَفْوَ وَأْمُرْ بِٱلْعُرْفِ وَأَعْرِض عَنِ ٱلْجَـٰهِلِينَ } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما هذا يا جبريل ؟ قال لاأدري حتى أسأل العالم ، فذهب ثم رجع فقال إن الله أمرك أن تعفو عمن ظلمك ، وتعطي من حرمك ، وتصل من قطعك " وأخرج ابن مردويه ، عن جابر ، نحوه . وأخرج ابن مردويه ، عن قيس بن سعد بن عبادة ، قال لما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حمزة بن عبد المطلب قال " والله لأمثلنّ بسبعين منهم " ، فجاه جبريل بهذه الآية . وأخرج ابن مردويه ، عن عائشة ، في قوله { خُذِ ٱلْعَفْوَ } ما عفا لك من مكارم الأخلاق . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن عباس ، في قوله { خُذِ ٱلْعَفْوَ } قال خذ ما عفا من أموالهم ما أتوك به من شيء فخذه . وهذا قبل أن تنزل براءة بفرائض الصدقة وتفصيلها . وأخرج ابن جرير ، والنحاس ، في ناسخه ، عن السديّ في الآية قال الفضل من المال نسخته الزكاة . وأخرج ابن جرير ، عن ابن زيد ، قال لما نزلت { خُذِ ٱلْعَفْوَ } الآية . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كيف بالغضب ياربّ ؟ فنزل { وَإِمَّا يَنَزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ نَزْغٌ } " وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد ، في قوله { إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ } قال هم المؤمنون . وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن أبي الدنيا ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد ، في قوله " إِذَا مَسَّهُمْ طيف مِنَ ٱلشَّيْطَـٰن " قال الغضب . وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال الطيف الغضب . وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن السديّ ، في قوله { تَذَكَّرُواْ } قال إذا زلوا تابوا . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عباس ، في الآية قال الطائف اللمة من الشيطان { تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ } يقول فإذا هم منتهون عن المعصية ، آخذون بأمر الله ، عاصون للشيطان { وَإِخْوٰنِهِمْ } قال إخوان الشياطين { يَمُدُّونَهُمْ فِى ٱلْغَىِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ } قال لا الإنس يمسكون عما يعملون من السيئات ، ولا الشياطين تمسك عنهم { وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِـئَايَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ ٱجْتَبَيْتَهَا } يقول لولا أحدثتها ، لولا تلقيتها فأنشأتها . وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، عنه { وَإِخْوٰنُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِى ٱلْغَىِّ } قال هم الجنّ يوحون إلى أوليائهم من الإنس { ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ } يقول لا يسأمون { وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِـئَايَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ ٱجْتَبَيْتَهَا } يقول هلا افتعلتها من تلقاء نفسك . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، وابن عساكر ، عن أبي هريرة ، في قوله { وَإِذَا قُرِىء ٱلْقُرْءانُ } الآية قال نزلت في رفع الأصوات ، وهم خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، والبيهقي ، عن ابن عباس ، في الآية قال يعني في الصلاة المفروضة . وأخرج ابن مردويه ، والبيهقي ، عنه قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقرأ خلفه قوم فخلطوا ، فنزلت { وَإِذَا قُرِىء ٱلْقُرْءانُ } الآية ، فهذه في المكتوبة . قال وإن كنا لم نستمع لمن يقرأ بالأخفى من الجهر . وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم ، والبيهقي عن محمد بن كعب القرظي نحوه . وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في سننه ، عن مجاهد نحوه . وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، والبيهقي عن عبد الله بن مغفل نحوه . وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، والبيهقي ، عن ابن مسعود ، نحوه أيضاً . وقد روي نحو هذا عن جماعة من السلف ، وصرحوا بأن هذه الآية نزلت في قراءة الصلاة من الإمام . وأخرج ابن أبي شيبة ، عن الحسن ، في الآية قال عند الصلاة المكتوبة ، وعند الذكر . وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس ، في الآية قال في الصلاة وحين ينزل الوحي . وأخرج البيهقي عنه في الآية أنه قال هذا في الصلاة . وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { وَٱذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ } الآية قال أمره الله أن يذكره ، ونهاه عن الغفلة ، أما بالغدوّ فصلاة الصبح ، والآصال بالعشي . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي صخر . قال الآصال ما بين الظهر والعصر . وأخرج ابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن ابن زيد ، في الآية قال لا تجهر بذاك { بِٱلْغُدُوّ وَٱلآصَالِ } بالبكر والعشيّ . وأخرج ابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد { بِٱلْغُدُوّ } قال آخر الفجر صلاة الصبح . والآصال آخر العشي صلاة العصر . والأحاديث والآثار عن الصحابة في سجود التلاوة ، وعدد المواضع التي يسجد فيها ، وكيفية السجود ، وما يقال فيه مستوفاة في كتب الحديث والفقه ، فلا نطوّل بإيراد ذلك هاهنا .