Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 70, Ayat: 1-18)
Tafsir: Fatḥ al-qadīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله { سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ } قرأ الجمهور { سأل } بالهمزة ، وقرأ نافع ، وابن عامر ، بغير همزة ، فمن همز ، فهو من السؤال وهي اللغة الفاشية ، وهو إما مضمن معنى الدعاء ، فلذلك عدّي بالباء ، كما تقول دعوت كذا ، والمعنى دعا داع على نفسه بعذاب واقع ، ويجوز أن يكون على أصله ، والباء بمعنى عن كقوله { فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً } الفرقان 59 ومن لم يهمز ، فهو إما من باب التخفيف بقلب الهمزة ألفاً ، فيكون معناها معنى قراءة من همز ، أو يكون من السيلان ، والمعنى سال وادٍ في جهنم ، يقال له سائل ، كما قال زيد بن ثابت . ويؤيده قراءة ابن عباس سال سيل وقيل إن سال بمعنى التمس ، والمعنى التمس ملتمس عذاباً للكفار ، فتكون الباء زائدة كقوله { تَنبُتُ بِٱلدُّهْنِ } المؤمنون 20 والوجه الأوّل هو الظاهر . وقال الأخفش يقال خرجنا نسأل عن فلان وبفلان . قال أبو عليّ الفارسي وإذا كان من السؤال ، فأصله أن يتعدّى إلى مفعولين ، ويجوز الاقتصار على أحدهما ويتعدى إليه بحرف الجر ، وهذا السائل هو النضر بن الحارث حين قال { ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مّنَ ٱلسَّمَاء أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } الأنفال 32 وهو ممن قتل يوم بدر صبراً . وقيل هو أبو جهل ، وقيل هو الحارث بن النعمان الفهري ، والأوّل أولى لما سيأتي . وقرأ أبيّ ، وابن مسعود " سال سال " مثل مال مال على أن الأصل سائل ، فحذفت العين تخفيفاً ، كما قيل شاك في شائك السلاح . وقيل السائل هو نوح عليه السلام ، سأل العذاب للكافرين ، وقيل هو رسول الله دعا بالعقاب عليهم ، وقوله { بِعَذَابٍ وَاقِعٍ } يعني إما في الدنيا كيوم بدر ، أو في الآخرة . وقوله { لِلْكَـٰفِرِينَ } صفة أخرى لعذاب أي كائن للكافرين ، أو متعلق بواقع ، واللام للعلة ، أو يسأل على تضمينه معنى دعا ، أو في محل رفع على تقدير هو للكافرين ، أو تكون اللام بمعنى على ، ويؤيده قراءة أبيّ " بعذاب واقع على الكافرين " . قال الفرّاء التقدير بعذاب للكافرين واقع بهم ، فالواقع من نعت العذاب ، وجملة { لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ } صفة أخرى لعذاب ، أو حال منه ، أو مستأنفة ، والمعنى أنه لا يدفع ذلك العذاب الواقع به أحد ، وقوله { مِنَ ٱللَّهِ } متعلق بواقع أي واقع من جهته سبحانه ، أو بدافع ، أي ليس له دافع من جهته تعالى { ذِي ٱلْمَعَارِجِ } أي ذي الدرجات التي تصعد فيها الملائكة ، وقال الكلبي هي السمٰوات ، وسماها معارج لأن الملائكة تعرج فيها . وقيل المعارج مراتب نعم الله سبحانه على الخلق . وقيل المعارج العظمة . وقيل هي الغرف . وقرأ ابن مسعود " ذي المعاريج " بزيادة الياء ، يقال معارج ومعاريج مثل مفاتح ومفاتيح . { تَعْرُجُ ٱلْمَلَـئِكَةُ وَٱلرُّوحُ إِلَيْهِ } أي تصعد في تلك المعارج التي جعلها الله لهم ، وقرأ الجمهور { تعرج } بالفوقية . وقرأ ابن مسعود ، وأصحابه ، والكسائي ، والسلمي بالتحتية ، والروح جبريل ، أفرد بالذكر بعد الملائكة لشرفه ، ويؤيد هذا قوله { نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلأَمِينُ } الشعراء 193 ، وقيل الروح هنا ملك آخر عظيم غير جبريل . وقال أبو صالح إنه خلق من خلق الله سبحانه كهيئة الناس ، وليسوا من الناس . وقال قبيصة بن ذؤيب إنه روح الميت حين تقبض ، والأوّل أولى . ومعنى { إِلَيْهِ } أي إلى المكان الذي ينتهون إليه . وقيل إلى عرشه . وقيل هو كقول إبراهيم { إِنّى ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبّى } الصافات 99 أي إلى حيث أمرني ربي { فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } قال ابن إسحاق ، والكلبي ، ووهب بن منبه أي عرج الملائكة إلى المكان الذي هو محلها في وقت كان مقداره على غيرهم لو صعد خمسين ألف سنة ، وبه قال مجاهد . وقال عكرمة وروي عن مجاهد أن مدة عمر الدنيا هذا المقدار لا يدري أحدٌ كم مضى ، ولا كم بقي ، ولا يعلم ذلك إلاّ الله . وقال قتادة ، والكلبي ، ومحمد بن كعب إن المراد يوم القيامة ، يعني أن مقدار الأمر فيه لو تولاه غيره سبحانه خمسون ألف سنة ، وهو سبحانه يفرغ منه في ساعة ، وقيل إن مدّة موقف العباد للحساب ، هي هذا المقدار ، ثم يستقرّ بعد ذلك أهل الجنة في الجنة ، وأهل النار في النار . وقيل إن مقدار يوم القيامة على الكافرين خمسون ألف سنة ، وعلى المؤمنين مقدار ما بين الظهر والعصر ، وقيل ذكر هذا المقدار لمجرد التمثيل والتخييل لغاية ارتفاع تلك المعارج وبعد مداها ، أو لطول يوم القيامة باعتبار ما فيه من الشدائد والمكاره ، كما تصف العرب أيام الشدّة بالطول وأيام الفرح بالقصر ، ويشبهون اليوم القصير بإبهام القطاة والطويل بظل الرمح ، ومنه قول الشاعر @ ويوم كظل الرمح قصر طوله دم الزق عنا واصطفاف المزاهر @@ وقيل في الكلام تقديم وتأخير ، أي ليس له دافع من الله ذي المعارج في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة تعرج الملائكة والروح إليه ، وقد قدّمنا الجمع بين هذه الآية وبين قوله في سورة السجدة { فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ } السجدة 5 فارجع إليه . وقد قيل في الجمع إن من أسفل العالم إلى العرش خمسين ألف سنة ، ومن أعلى سماء الدنيا إلى الأرض ألف سنة لأن غلظ كل سماء خمسمائة عام ، وما بين أسفل السماء إلى قرار الأرض خمسمائة عام ، فالمعنى أن الملائكة إذا عرجت من أسفل العالم إلى العرش كان مسافة ذلك خمسين ألف سنة ، وإن عرجوا من هذه الأرض التي نحن فيها إلى باطن هذه السماء التي هي سماء الدنيا كان مسافة ذلك ألف سنة ، وسيأتي في آخر البحث ما يؤيد هذا عن ابن عباس . ثم أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم بالصبر فقال { فَٱصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً } ، أي اصبر يا محمد على تكذيبهم لك وكفرهم بما جئت به صبراً جميلاً لا جزع فيه ولا شكوى إلى غير الله ، وهذا معنى الصبر الجميل . وقيل هو أن يكون صاحب المصيبة في القوم لا يدري بأنه مصاب . قال ابن زيد ، وغيره هي منسوخة بآية السيف { إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً } أي يرون العذاب الواقع بهم ، أو يرون يوم القيامة بعيداً أي غير كائن لأنهم لا يؤمنون به ، فمعنى { بَعِيداً } أي مستبعداً محالاً ، وليس المراد أنهم يرونه بعيداً غير قريب . قال الأعمش يرون البعث بعيداً لأنهم لا يؤمنون به كأنهم يستبعدونه على جهة الاستحالة ، كما تقول لمن تناظره هذا بعيد ، أي لا يكون { وَنَرَاهُ قَرِيباً } أي نعلمه كائناً قريباً لأن ما هو آت قريب . وقيل المعنى ونراه هيناً في قدرتنا غير متعسر ولا متعذر ، والجملة تعليل للأمر بالصبر . ثم أخبر سبحانه متى يقع بهم العذاب فقال { يَوْمَ تَكُونُ ٱلسَّمَاء كَٱلْمُهْلِ } والظرف متعلق بمضمر دلّ عليه واقع ، أو بدل من قوله { فِى يَوْمٍ } على تقدير تعلقه بواقع ، أو متعلق بقريباً ، أو مقدّر بعده ، أي يوم تكون إلخ ، كان كيت وكيت ، أو بدل من الضمير في نراه ، والأوّل أولى . والتقدير يقع بهم العذاب { يَوْمَ تَكُونُ ٱلسَّمَاء كَٱلْمُهْلِ } والمهل ما أذيب من النحاس والرصاص والفضة . وقال مجاهد هو القيح من الصديد والدم . وقال عكرمة ، وغيره هو درديّ الزيت ، وقد تقدّم تفسيره في سورة الكهف والدخان . { وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ } أي كالصوف المصبوغ ، ولا يقال للصوف عهن إلاّ إذا كان مصبوغاً . قال الحسن تكون الجبال كالعهن ، وهو الصوف الأحمر ، وهو أضعف الصوف . وقيل العهن الصوف ذو الألوان ، فشبّه الجبال به في تكوّنها ألواناً ، كما في قوله { جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ … وَغَرَابِيبُ سُودٌ } فاطر 27 فإذا بست وطيرت في الهواء أشبهت العهن المنفوش إذا طيرته الريح . { وَلاَ يَسْـئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً } أي لا يسأل قريب قريبه عن شأنه في ذلك اليوم لما نزل بهم من شدّة الأهوال التي أذهلت القريب عن قريبه ، والخليل عن خليله ، كما قال سبحانه { لِكُلّ ٱمْرِىء مّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } عبس 37 . وقيل المعنى لا يسأل حميم عن حميم ، فحذف الحرف ووصل الفعل . قرأ الجمهور { لا يسأل } مبنياً للفاعل . قيل والمفعول الثاني محذوف ، والتقدير لا يسأله نصره ولا شفاعته ، وقرأ أبو جعفر ، وأبو حيوة ، وشيبة ، وابن كثير في رواية عنه على البناء للمفعول . وروى هذه القراءة البزّي عن عاصم . والمعنى لا يسأل حميم إحضار حميمه . وقيل هذه القراءة على إسقاط حرف الجرّ ، أي لا يسأل حميم عن حميم ، بل كلّ إنسان يسأل عن نفسه وعن عمله ، وجملة { يُبَصَّرُونَهُمْ } مستأنفة ، أو صفة لقوله { حَمِيماً } أي يبصر كلّ حميم حميمه ، لا يخفى منهم أحد عن أحد . وليس في القيامة مخلوق وإلاّ وهو نصب عين صاحبه ، ولا يتساءلون ولا يكلم بعضهم بعضاً لاشتغال كل أحد منهم بنفسه ، وقال ابن زيد يبصر الله الكفار في النار الذين أضلوهم في الدنيا ، وهم الرؤساء المتبوعون . وقيل إن قوله { يُبَصَّرُونَهُمْ } يرجع إلى الملائكة أي يعرفون أحوال الناس لا يخفون عليهم ، وإنما جمع الضمير في يبصرونهم ، وهما للحميمين حملاً على معنى العموم لأنهما نكرتان في سياق النفي ، قرأ الجمهور { يبصرونهم } بالتشديد ، وقرأ قتادة بالتخفيف . ثم ابتدأ سبحانه الكلام فقال { يَوَدُّ ٱلْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ } المراد بالمجرم الكافر ، أو كلّ مذنب ذنباً يستحق به النار لو يفتدي من عذاب يوم القيامة الذي نزل به . { بِبَنِيهِ وَصَـٰحِبَتِهِ وَأَخِيهِ } فإن هؤلاء أعزّ الناس عليه وأكرمهم لديه ، فلو قبل منه الفداء لفدى بهم نفسه ، وخلص مما نزل به من العذاب ، والجملة مستأنفة لبيان أن اشتغال كل مجرم بنفسه بلغ إلى حدّ يودّ الافتداء من العذاب بمن ذكر . قرأ الجمهور { من عذاب يومئذٍ } بإضافة عذاب إلى يومئذٍ . وقرأ أبو حيوة بتنوين " عذاب " وقطع الإضافة . وقرأ الجمهور " يومئذ " بكسر الميم . وقرأ نافع ، والكسائي ، والأعرج ، وأبو حيوة بفتحها { وَفَصِيلَتِهِ ٱلَّتِى تُـوِيهِ } أي عشيرته الأقربين الذين يضمونه في النسب ، أو عند الشدائد ، ويأوي إليهم . قال أبو عبيد الفصيلة دون القبيلة . وقال ثعلب هم آباؤهم الأدنون . قال المبرّد الفصيلة القطعة من أعضاء الجسد . وسميت عشيرة الرجل فصيلة تشبيهاً لها بالبعض منه . وقال مالك إن الفصيلة هي التي تربيه { وَمَن فِى ٱلأَرْضِ جَمِيعاً } أي ويودّ المجرم لو افتدى بمن في الأرض جميعاً من الثقلين وغيرهما من الخلائق . وقوله { ثُمَّ يُنجِيهِ } معطوف على يفتدي ، أي يودّ لو يفتدي ، ثم ينجيه الافتداء ، وكان العطف بثم لدلالتها على استبعاد النجاة . وقيل إن يودّ تقتضي جواباً ، كما في قوله { وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } القلم 9 والجواب . { ثم ينجيه } ، والأوّل أولى . وقوله { كَلاَّ } ردع للمجرم عن تلك الودادة ، وبيان امتناع ما ودّه من الافتداء ، و « كلا » يأتي بمعنى حقاً ، وبمعنى لا مع تضمنها لمعنى الزجر والردع ، والضمير في قوله { إِنَّهَا لَظَىٰ } عائد إلى النار المدلول عليها بذكر العذاب ، أو هو ضمير مبهم يفسره ما بعده ، ولظى علم لجهنم ، واشتقاقها من التلظي في النار ، وهو التلهب . وقيل أصله لظظ بمعنى دوام العذاب ، فقلبت إحدى الظاءين ألفاً . وقيل لظى هي الدركة الثانية من طباق جهنم { نَزَّاعَةً لّلشَّوَىٰ } قرأ الجمهور { نزاعة } بالرفع على أنه خبر ثانٍ لإنّ ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أو تكون لظى بدلاً من الضمير المنصوب ، ونزاعة خبر إنّ ، أو على أن نزاعة صفة للظى على تقدير عدم كونها علماً ، أو يكون الضمير في إنها للقصة ، ويكون لظى مبتدأ ، ونزاعة خبره ، والجملة خبر إنّ ، وقرأ حفص عن عاصم ، وأبو عمر ، وفي رواية عنه ، وأبو حيوة ، والزعفراني ، والترمذي ، وابن مقسم نزاعة بالنصب على الحال . وقال أبو علي الفارسي حمله على الحال بعيد لأنه ليس في الكلام ما يعمل في الحال . وقيل العامل فيها ما دلّ عليه الكلام من معنى التلظي ، أو النصب على الاختصاص ، والشوى الأطراف ، أو جمع شواة ، وهي جلدة الرأس ، ومنه قول الأعشى @ قالت قتيلة ما له قد جللت شيباً شواته @@ وقال الحسن ، وثابت البناني { نَزَّاعَةً لّلشَّوَىٰ } أي لمكارم الوجه وحسنه ، وكذا قال أبو العالية ، وقتادة . وقال قتادة تبري اللحم والجلد عن العظم حتى لا تترك فيه شيئًا . وقال الكسائي هي المفاصل . وقال أبو صالح هي أطراف اليدين والرجلين { تَدْعُواْ مَنْ أَدْبَرَ } أي تدعو لظى من أدبر عن الحقّ في الدنيا { وَتَوَلَّىٰ } أي أعرض عنه { وَجَمَعَ فَأَوْعَى } أي جمع المال فجعله في وعائه . وقيل إنها تقول إليّ يا مشرك ، إلي يا منافق ، وقيل معنى تدعو تهلك ، تقول العرب دعاك الله أي أهلكك ، وقيل ليس هو الدعاء باللسان ، ولكن دعاؤها إياهم تمكنها من عذابهم . وقيل المراد أن خزنة جهنم تدعو الكافرين والمنافقين ، فأسند الدعاء إلى النار ، من باب إسناد ما هو للحال إلى المحلّ . وقيل هو تمثيل وتخييل ، ولا دعاء في الحقيقة ، والمعنى أن مصيرهم إليها ، كما قال الشاعر @ ولقد هبطنا الواد بين قوادنا ندعو الأنيس به الغصيص الأبكم @@ والغصيص الأبكم الذباب ، وهي لا تدعو ، وفي هذا ذمّ لمن جمع المال فأوعاه ، وكنزه ولم ينفقه في سبل الخير ، أو لم يؤدّ زكاته . وقد أخرج الفريابي ، وعبد بن حميد ، والنسائي ، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله { سَأَلَ سَائِلٌ } قال هو النضر بن الحارث قال { ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مّنَ ٱلسَّمَاء } الأنفال 32 . وفي قوله { بِعَذَابٍ وَاقِعٍ } قال كائن { لّلْكَـٰفِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ مِّنَ ٱللَّهِ ذِي ٱلْمَعَارِجِ } قال ذي الدرجات . وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر عنه في قوله { سَأَلَ سَائِلٌ } قال سال وادٍ في جهنم . وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله { ذِي ٱلْمَعَارِجِ } قال ذي العلوّ والفواضل . وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله { فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } قال منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى منتهى أمره من فوق سبع سماوات مقدار خمسين ألف سنة ، ويَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ قال يعني بذلك ، ينزل الأمر من السماء إلى الأرض ، ومن الأرض إلى السماء في يوم واحد ، فذلك مقدار ألف سنة لأن ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام . وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً قال غلظ كل أرض خمسمائة عام ، وغلظ كل سماء خمسمائة عام ، وبين كل أرض إلى أرض خمسمائة عام ، ومن السماء إلى السماء خمسمائة عام ، فذلك أربعة عشر ألف عام ، وبين السماء السابعة وبين العرش مسيرة ستة وثلاثين ألف عام ، فذلك قوله { فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، والبيهقي في البعث عنه أيضاً في قوله { فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مّمَّا تَعُدُّونَ } قال هذا في الدنيا تعرج الملائكة في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدّون ، وفي قوله { فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } فهذا يوم القيامة جعله الله على الكافر مقدار خمسين ألف سنة . وأخرج ابن أبي حاتم ، والبيهقي عنه أيضاً في قوله { فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } السجدة 5قال لو قدّرتموه لكان خمسين ألف سنة من أيامكم . قال يعني يوم القيامة . وقد قدّمنا عن ابن عباس الوقف في الجمع بين الآيتين في سورة السجدة . وأخرج أحمد ، وأبو يعلى ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في البعث عن أبي سعيد الخدري قال قيل يا رسول الله يَوْمٍ كَانَ يَوْمٍ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ما أطول هذا اليوم ؟ فقال " والذي نفسي بيده إنه ليخفف عن المؤمن حتى يكون أهون عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا " وفي إسناده دراج عن أبي الهيثم ، وهما ضعيفان . وأخرج ابن أبي حاتم ، والحاكم ، والبيهقي في البعث عن أبي هريرة مرفوعاً قال ما قدر طول يوم القيامة على المؤمنين إلاّ كقدر ما بين الظهر إلى العصر . وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن ابن عباس في قوله { فَٱصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً } قال لا تشكو إلى أحد غيري . وأخرج أحمد ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، والخطيب في المتفق والمفترق ، والضياء في المختارة عن ابن عباس في قوله { يَوْمَ تَكُونُ ٱلسَّمَاء كَٱلْمُهْلِ } قال كدرديّ الزيت . وأخرج ابن جرير عنه قال { يُبَصَّرُونَهُمْ } يعرف بعضهم بعضاً ويتعارفون ، ثم يفرّ بعضهم من بعض . وأخرج ابن جرير عنه أيضاً في قوله { نَزَّاعَةً لّلشَّوَىٰ } قال تنزع أمّ الرأس .