Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 6-12)

Tafsir: an-Nahr al-mādd min al-baḥr al-muḥīṭ

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ } الآية . الدابة هنا عام في حيوان يحتاج إلى رزق . وعلى الله ظاهر في الوجوب ، وإنما هو تفضل . ولكنه لما ضمن تعالى أن يتفضل عليهم أبرزه في حيز الوجوب . قال ابن عباس : مستقرها : حيث تأوي إليه من الأرض . ومستودعها : الموضع الذي تموت فيه فتدفن . ومن دابة في موضع مبتدأ . ومن زائدة لاستغراق الجنس . ورزقها مبتدأ . وعلى الله خبره ، والجملة خبر المبتدأ ، والتقدير وما من دابة إلا رزقها كائن على الله تعالى . { وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَق ٱلسَّمَٰوَٰتِ } الآية ، لما ذكر تعالى ما يدل على كونه عالماً ذكر ما يدل على كونه قادراً . وتقدم تفسير الجملة الأولى في سورة يونس . والظاهر أن قوله : وكان عرشه على الماء ، تقديره قبل خلق السماوات والأرض ، وفي هذا دليل على أن الماء والعرش كانا مخلوقين قبل . والظاهر تعلق ليبلوكم بخلق ، أي خلقهن بحكمة بالغة وهي ان يجعلها مساكن لعباده وينعم عليهم فيها بفنون النعم ويكلفهم فعل الطاعات واجتناب المعاصي ، فمن شكر وأطاع أثابه ، ومن كفر وعصى عاقبه . ومعنى ليبلوكم ، أي ليختبركم وأيكم أحسن مبتدأ وخبر في موضع نصب بقوله : ليبلوكم ، وهو معلق ، لأن الاختبار فيه معنى التمييز والعلم . وذكر الزمخشري : ان استمع تعلق ، ومثله بقوله : استمع أيهم مبتدأ أحسن صوتاً . " انتهى " . ولا أعلم أحداً ذكر ان استمع تعلق ، وإنما ذكروا من غير أفعال القلوب سل وانظر . وفي جواز تعليق رأي البصرية خلاف ولذلك علق عن جملة الاستفهام . والظاهر الإِشارة بهذا إلى القول ، أي أن قولكم إنكم مبعوثون إلا سحر ، أي بطلان هذا القول كبطلان السحر . والظاهر أن العذاب هو العذاب الموعود به . والأمة هنا المدة من الزمان . { مَا يَحْبِسُهُ } استفهام قالوه على سبيل التكذيب والاستهزاء . والظاهر أن يوم منصوب بقوله : مصروفاً ، فهو معمول لخبر ليس وقد استدل به على جواز تقديم خبر ليس عليها ، قالوا : لأن تقدم المعمول يؤذن بتقدم العامل ، ونسب هذا المذهب لسيبويه ، وعليه أكثر البصريين ، وذهب الكوفيون والمبرد إلى أنه لا يجوز ذلك وقالوا : لا يدل جواز تقدم المعمول على جواز تقدم العامل ، وأيضاً فإن الظرف والمجرور يتسع فيهما ما لا يتسع في غيرهما ، ويقعان حيث لا يقع العامل فيهما نحو : ان اليوم زيداً مسافر . وقد تتبعت جملة من دواوين العرب فلم أظفر بتقدم خير ليس عليها ولا بمعموله إلا ما دل عليه ظاهر هذه الآية . وقول الشاعر : @ فيأبى فما يزداد إلا لجاجة وكنت أبياً في الخنا لست أقدم @@ وتقدم تفسير جملة : وحاق بهم . { وَلَئِنْ أَذَقْنَا ٱلإِنْسَانَ } الآية ، الظاهر أن الإِنسان هنا جنس ، والمعنى أن هذا الخلق في سجايا الناس ثم استثنى منهم الذين ردتهم الشرائع والإِيمان إلى الصبر والعمل الصالح ولذلك جاء الاستثناء منه في قوله : إلا الذين صبروا متصلاً . { فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ } الآية ، كانوا يقترحون عليه الآيات تعنتاً لا استرشاداً لأنهم لو كانوا مسترشدين لكانت آية واحدة مما جاء به كافية في إرشادهم . وضائق : اسم فاعل ، من ضاق وعبر بضائق دون ضيق للمناسبة في اللفظ مع تارك ، وان كان ضيق أكثر استعملاً لأنه وصف لازم وضائق وصف عارض ، ولأن اسم الفاعل من الثلاثي إذا لم يأت على وزن فاعل نحو فرح وثقيل . وأريد الحدوث به بني على فاعل كثقل فهو ثاقل وفرح فهو فارح ، ولذلك جاء اسم الفاعل من ضاق على فاعل لحدوثه إذ ليس وصفاً لازماً فيجيء على ضيق . { إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٌ } أي ليس عليك إلا أن تنذرهم بما أوحي إليك وتبلغهم ما أمرت بتبليغه وما عليك ردوا أو تهاونوا أو اقترحوا . { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } يحفظ ما يقولون وهو فاعل بهم ما يجب أن يفعل فتوكل عليه وكل أمرك إليه .