Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 74-80)

Tafsir: an-Nahr al-mādd min al-baḥr al-muḥīṭ

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ٱلرَّوْعُ } أي الخيفة التي كان أوجبها في نفسه حين نكر أضيافة والمعنى اطمأن قلبه بعلمه أنهم ملائكة ، والبشرى تبشيره بالولد أو بأن المراد بمجيئهم غيره . وجواب لما محذوف تقديره اجترأ على الخطاب ، ودل على ذلك الجملة المستأنفة وهي يجادلنا . { يَٰإِبْرَٰهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَآ } أي قالت الملائكة . والإِشارة بهذا إلى الجدال والمحاورة في شىء مفروغ منه والأمر ما قضاه وحكم به من عذابه الواقع بهم لا محالة . { وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيۤءَ بِهِمْ } الآية ، خرجت الملائكة من قرية إبراهيم عليه الصلاة والسلام إلى قرية لوط عليه السلام وبينهما ثمانية أميال ، وقيل : أربعة فراسخ فأتوها عشاء وقيل : نصف النهار ، وجدوا لوطاً عليه السلام في حدث له . وقيل : وجدوا ابنته تسقي ماء في نهر سدوم وهي أكبر حواضر قوم لوط فسألوها الدلالة على من يضيّفهم ورأت هيئتهم فخافت عليهم من قوم لوط ، وقالت لهم : مكانكم ، وذهبت إلى أبيها فأخبرته فخرج إليهم فقالوا : إنا نريد أن تضيّفنا الليلة ، فقال لهم : أو ما سمعتم بعمل هؤلاء القوم ؟ فقالوا : وما عملهم ؟ فقال : أشهد بالله أنهم شر قوم في الأرض وقد كان الله تعالى قال للملائكة : لا تعذبوهم حتى يشهد عليهم لوط أربع شهادات . فلما قال هذه قال جبريل عليه الصلاة والسلام : هذه واحدة وتردد القول منهم حتى كرر لوط الشهادة أربع مرات ثم دخل لوط المدينة فحينئذٍ سىء بهم أي لحقه سوء بسببهم وضاق ذرعه بهم . { وَقَالَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ } أي شديد لما كان يتخوفه من تعدي قومه على أضيافه . { وَجَآءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ } لما جاء لوط بضيفه لم يعلم بذلك أحد إلا أهل بيته فخرجت امرأته حتى أتت مجالس قومها فقالت : ان لوطاً أضاف الليلة قوماً ما رؤي مثلهم جمالاً وكذا وكذا فحينئذٍ جاؤا يهرعون أي يسرعون كأنما يدفعون دفعاً فعل الطامع الخائف فوت ما يطلبه . { وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ } أي كان ذلك دينهم وعادتهم أصروا على ذلك ومردوا عليه فليس ذلك بأول إنشاء هذه المعصية جاؤا يهرعون إليه لا يكفهم حياء لضراوتهم عنها . والتقدير في ومن قبل ، أي من قبل مجيئهم إلى هؤلاء الأضياف وطلبهم إياهم . { هَـٰؤُلاۤءِ بَنَاتِي } الأحسن أن تكون الإِضافة مجازية ، أي بنات قومي أي البنات . { أَطْهَرُ لَكُمْ } إذ النبي ينزل منزلة الأب لقومه . وقرىء : أطهر على الحال . فقيل : هؤلاء مبتدأ وخبر وهن مبتدأ ولكم خبره . قيل : والعامل المضمر . وقيل : لكم بما فيه من معنى الاستقرار . وقيل : هؤلاء بناتي مبتدأ وخبر وهن فصل وأطهر حال ، ورد بأن الفصل لا يقع إلا بين جزيء الجملة ولا يقع بين الحال وذي الحال وقد أجاز ذلك بعضهم وادعى السماع فيه من العرب لكنه قليل . { قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً } قال ذلك على سبيل التفجع . وجواب لو محذوف تقديره لفعلت بكم وصنعت . والظاهر أن لو عطف جملة فعلية على جملة فعلية .