Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 152-154)

Tafsir: an-Nahr al-mādd min al-baḥr al-muḥīṭ

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَٱذْكُرُونِيۤ } كما قيل في قوله : واذكروه كما هداكم أي لأجل هدايته إياكم . وقول الشاعر : @ * لا تشتم الناس كما لا تشتم * @@ أي امتنع من شتم الناس لامتناع الناس من شتمك . لكن يخدش في هذا القول وجود الفاء في فاذكروني والأجود التعلق بقوله : ولا تم فيكون إتمام هذه النعمة الحادثة من الهداية لاستقبال قبلة الصلاة التي هي عمود الاسلام . وأفضل الأعمال وأدل الدلائل على الاستمساك بشريعة الاسلام بإِتمام النعمة السابقة بإِرسال الرسول المتصف بكونه منهم إلى سائر الأوصاف التي وصفه تعالى بها . والذكر يكون باللسان من التحميد والتمجيد والتسبيح وقراءة كتاب الله ، ويكون بالقلب كالفكر في الدلائل الدالة على التكاليف والفكر في صفات الاله . وفي سائر مخلوقات الله . وذكره تعالى : إياهم ، هو مجازاته على ذكرهم . { وَٱشْكُرُواْ لِي } جاء تعدية بغير اللام . قال : @ * فهلا شكرت القوم إذ لم تقاتل * @@ { وَلاَ تَكْفُرُونِ } أي ولا تكفروا نعمتي . والصبر : قصر النفس على المكاره والتكاليف الشاقة وهو أمر قلبي . والصلاة من ثمرته وهي من أشق التكاليف لتكررها . { إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ } بالمعونة والتأييد واندرج المصلون في الصابرين اندراج الفرع تحت الأصل قالوا لمن قتل في سبيل الله من أعظم نتائج الإِيمان والصبر . و { أَمْوَاتٌ } خبر مبتدأ محذوف . و { أَحْيَاءٌ } كذلك والتقدير هم أموات بل هم أحياء . { وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ } بأنهم أحياء والمراد بالحياة بقاء أرواحهم وليست فانية كما فنيت أجسادهم فنفي شعور المخاطبين بكيفية حياة المقتولين في سبيل الله . وفي هذه الآية ترغيب في الشهادة وتسلية لأقرباء الشهداء وإخوانهم المؤمنين .