Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 165-166)
Tafsir: an-Nahr al-mādd min al-baḥr al-muḥīṭ
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَاداً } لما قرر التوحيد بالدلائل الباهرة ذكر من لم يوفق فاتخذ انداداً ليظهر تفاوت ما بين العقلاء وغيرهم . ومن الناس : أي من أهل الكتاب وعبدة الأوثان من يتخذ من دون الله أي من غير الله أنداداً رؤساء وأصناماً . { يُحِبُّونَهُمْ } أي يعظمونهم . وغلب العقلاء فلذلك جاء بمضيرهم . { كَحُبِّ ٱللَّهِ } أي كحبكم . أو كحبهم أي كتعظيم الله تعالى . " وقدره " الزمخشري كما يحب الله على أنه مصدر مبني للمفعول وفي ذلك خلاف والأصح المنع . وقرىء : يحبونهم من حب يحب ومجيئه على يفعل شاذ . { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً للَّهِ } منهم أي من المتخذين الأنداد لأندادهم أي أطوع وأكثر امتثالاً لما أمر ونهى . { وَلَوْ يَرَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ } قرىء بالتاء خطاباً للسامع وبالياء رداً . ففاعل يرى : مضمر . أي السامع . والمفعول : الذين ظلموا ، أو يكون الفاعل الذين ظلموا والمفعول محذوف أي ما حل بهم وفي قراءة التاء لاستعظمت ما حل بهم . وقرىء أنّ أي لأن وبكسر الهمزة وفيها معنى التعليل . وقرىء يرون بفتح الياء وبضمها والذين ظلموا هم متخذوا الأنداد أو عام اندرجوا فيه . ويرى في ولو يرى بصرية كهي في يرون ودخلت إذ وهي ظرف ماض تقريباً للأمر وتصحيحاً لوقوعه كما وقع الماضي مكان المستقبل في قوله : { وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ } [ الأعراف : 50 ] و " جميعاً " حال من الضمير المستكن في الجار والمجرور والعامل فيها هو العامل في الضمير . { إِذْ تَبَرَّأَ } بدل من إذ يرون . و { ٱلَّذِينَ ٱتُّبِعُواْ } هم رؤساؤهم . قرىء : اتبعوا الأول مبنياً للمفعول ، والثاني مبنياً للفاعل . وقرىء بالعكس . وتبرؤ المتبوعين بالقول انهم لم يضلوا تابعيهم كقولهم : تبرأنا إليك ، وتبرؤ المتبوعين بالقول انفصالهم عن متبوعهم والندم على عبادتهم . { وَرَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ } معطوف على تبرأ أو الواو واو الحال ويسمى الكلام المسجوع ترصيعاً وهو في هاتين الجملتين .