Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 113-116)

Tafsir: an-Nahr al-mādd min al-baḥr al-muḥīṭ

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لَيْسُواْ سَوَآءً } سبب نزولها إسلام عبد الله بن سلام وغيره من اليهود وقول الكفار من احبارهم ما آمن بمحمد إلا شرارنا ولو كانوا أخياراً ما تركوا دين آبائهم ، قاله ابن عباس : والضمير في ليسوا عائد على أهل الكتاب وسواء خبر ليس بخبرية عن الاثنين وعن الجمع ، وقد سمع تثنيته ، قالوا : هما سواء ان ثم بين تعالى عدم التسوية بقوله تعالى : { مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ } إلى ما وصفهم به . { قَآئِمَةٌ } أي مستقيمة . و { آنَآءَ ٱللَّيْلِ } ساعاته واحدها أنى كمعي وأنى كفتى ، وأنى كنحن ، وأنى كظبي ، وأنو كجرد ووصو أمة بقوله : " قائمة " وهو إسم فاعل يدل على الثبوت ثم بالمضارعات من قوله : يتلون ويؤمنون ويأمرون وينهون ويسارعون وهي تدل على التجدد والتكرار والمسارعة والمبادرة والخيرات عامة تشمل هذه الأوصاف السابقة وغيرها . { وَأُوْلَـٰئِكَ } إشارة إلى من اتصف بهذه الأوصاف السابقة ، فانظر إلى حسن مساق هذه الصفات حبّ توسط الأعيان وتقدمت عليه الصفة المختصة بالإِنسان في ذاته وهي الصلاة بالليل وتأخرت عنه الصفتان المتعديتان والصفة المشتركة وكلها نتائج عن الإيمان . { وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَروهُ } قرىء : بالياء فيها جرياً على نسق الغيبة وبالتاء فيهما . الظاهر انه التفات إلى قوله : أمة قائمة وصفهم بأوصاف جليلة أقبل عليهم تأنيساً لهم واستعطافاً عليهم فخاطبهم بأن ما يفعلونه من الخير فلا يمنعون ثوابه ولذلك اقتصر على قوله : من خير . لأنه موضع عطف عليهم وترحم ولم يتعرض لذكر الشر ومعلوم أن كل ما يفعل من خير وشر يترتب عليه موعوده ويؤيد هذا الالتفات أنه راجع إلى أمة قائمة قرارة الياء . { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } الآية ، وهو أنه لما ذكر شيئاً من أحوال المؤمنين ذكر شيئاً من أحوال الكافرين ليتضح الفرق بين القبلتين .