Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 122-126)
Tafsir: an-Nahr al-mādd min al-baḥr al-muḥīṭ
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱلَّذِينَ } مبتدأ وسندخلهم الخبر ويجوز أن يكون من باب الاشتغال أي وستدخل الذين آمنوا سندخلهم وانتصب وعد الله على أنه مصدر مؤكد لنفسه . وانتصب حقاً على أنه مصدر مؤكد لغيره فوعد الله مؤكد لقوله : سندخلهم وحقاً مؤكداً لوعد الله . { وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً } لما ذكر أن وعد الشيطان هو غرور باطل ذكر أن هذا الوعد منه هو الحق الذي لا ارتياب فيه ولا شك في إنجازه . { قِيلاً } منصوب على التمييز . والقيل والقول بمعنى واحد . والاستفهام معناه النفي أي لا أحد أصدق قولاً من الله تعالى ، وهي جملة مؤكدة أيضاً لما قبلها ، وفائدة هذا التوكيد المبالغة في ما أخبر به تعالى عباده المؤمنين بخلاف مواعيد الشيطان وأمانيّه الكاذبة . { لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ } ضمير الخطاب قيل : للكفار مطلقاً ، وقيل : لأهل الكتاب وللمشركين واسم ليس فيما نختاره ضمير يعود على المصدر المفهوم من قوله : سندخلهم ، أي ليس دخول الجنة بأمانيكم ، وقيل : اسم ليس ضمير يعود على وعد الله المؤمنين بدخول الجنة . وقرىء بأمانيكم بتخفيف الياء فيهما . و { مَن يَعْمَلْ سُوۤءًا يُجْزَ بِهِ } قال الجمهور : اللفظ عام . والكافر والمؤمن يجازيان بالسوء يعملانه فمجازاة الكافر النار . ومجازاة المؤمن نكبات الدنيا . وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : " لما نزلت قلت يا رسول الله ما أشد هذه الآية جاءت قاصمة الظهر فقال صلى الله عليه وسلم : إنما هي المصيبات في الدنيا " وقرىء شاذاً ولا يجد بالرفع وهو استئناف اخبار ليس داخلاً في جزاء الشرط . { وَمَن يَعْمَلْ } الآية ، من الأولى للتبعيض ، ومن الثانية في قوله : من ذكر ، لتبيين الحاصل في قوله : ومن يعمل ومن ذكر أو أنثى تفصيل للعامل . { وَهُوَ مُؤْمِنٌ } جملة حالية قيد في عمل الصالحات إذ لا ينفع عمل صالح إلا بالإِيمان . { فَأُوْلَـٰئِكَ } جواب للشرط وروعي معنى من فلذلك جاء جمعاً . وقرىء يدخلون مبنياً للفاعل ومبنياً للمفعول وكذا في سورة " مريم " وأولي غافر . { وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً } ظاهره أنه يعود إلى أقرب مذكور وهم المؤمنون ويكون حكم الكفار كذلك إذ ذكر أحد الفريقين يدل على الآخر إذ كلاهما مجزي بعمله ، والفتيل تقدم . { وَمَنْ أَحْسَنُ } استفهام معناه النفي أي لا أحد أحسن . { دِيناً } منصوب على التمييز . { وَجْهَهُ } كني به عن الإِنسان إذ كان أشرف الأعضاء . ومعنى أسلم لله : أي إنقاد لأمره وشرعه . { وَهُوَ مُحْسِنٌ } جملة حالية مؤكدة . وانتصب : { حَنِيفاً } قيل : على أنه حال من إبراهيم ، وقيل : حال من ملة ، لأنه بمعنى الدين . والذي نختاره أنه حال من الضمير المستكن في اتبع أي واتبع ملة إبراهيم في حال كونه حنيفاً أي مائلاً عن العقائد الفاسدة والشرائع الباطلة . { وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً } هذا مجاز عن اصطفائه واختصاصه بكرامة نشبه كرامة الخليل عند خليله واتخذ هنا تعدت لمفعولين . و { وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } لما تقدم ذكر عامل السوء وعامل الصالحات أخبر تعالى بعظيم ملكه ، وملكه لجميع ما في السماوات وما في الأرض ، والعالم مملوك له وعلى المملوك طاعة مالكه .