Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 131-134)
Tafsir: an-Nahr al-mādd min al-baḥr al-muḥīṭ
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا } الآية ، وصيا أمرنا أو عهدنا إليهم وإليكم . و { مِن قَبْلِكُم } يحتمل أن يتعلق بأوتوا وهو الأقرب أو بوصينا ، والمعنى أن الوصية بالتقوى هي سنة الله سبحانه وتعالى مع الأمم السابقة . { وَإِيَّاكُمْ } ضمير منفصل منصوب معطوفاً على الذين وفي الممتحنة يخرجون الرسول وإياكم قدم الموصول على الضمير لتقدمه في الزمان وقدم في الممتحنة لشرف الرسول ومثل هذا فصيح في الكلام ، نحو : رأيت زيداً ، وإياك ومن خص ذلك بالشعر كابن عصفور والآبدي فهو واهم . و { أَنِ ٱتَّقُواْ } يحتمل أن تكون مصدرية أي بأن اتقوا الله ، وأن تكون مفسرة التقدير أي اتقوا الله . { وَكَانَ ٱللَّهُ غَنِيّاً } أي عن خلقه وعن عبادتهم لا تنفعه طاعتهم ولا يضره كفرهم . { حَمِيداً } أي مستحقاً لأن يحمد لكثرة نعمه وإن كفرتموه أنتم . { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ } الباء زائدة في فاعل كفى ولذلك سقطت في قول الشاعر : @ كفى الشيب والإِسلم للمرء ناهياً @@ فإِن كانت كفى بمعنى وقى ، فلا تزاد الباء في فاعلها كقوله تعالى : { وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْقِتَالَ } [ الأحزاب : 25 ] ، أي وقاهم . فلا يجوز في الكلام كفى بالله المؤمن الشر . { أَيُّهَا ٱلنَّاسُ } عام يدخل على قدرة الله تعالى في إذهاب من شاء وإتيان من شاء وقد خصّه قوم بمن كان يعادي رسول الله صلى الله عليه وسلم من العرب وغيرهم { وَيَأْتِ بِآخَرِينَ } أي بناس آخرين غيركم . ومدلول آخر أن يكون من جنس ما قبله ، نحو : رأيت زيداً وآخر فلا يكون آخر من غير جنس زيد ولو قلت : اشتريت فرساً وآخر ، لم يكن آخر إلا من جنس الفرس . وأجاز الزمخشري وابن عطية في قوله : بآخرين أن يكونوا من غير جنس الناس وهو خطأ لأن غير تقع على المغايرة في جنس أو وصف وآخر لا تقع إلا على المغايرة من الجنس .