Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 61-61)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُواْ مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ } ؛ أي وما تكونُ في أمرٍ من الأمُور ، وقال الحسنُ : ( مِنْ شَأْنِ الدُّنْيَا وَحَوَائِجِكَ فِيهَا ، وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ ، أيْ مِنَ اللهِ نَازلٍ مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ يُوحَى إلَيْكَ مِنْ سُورَةٍ أوْ آيَةٍ تَقْرَأُ عَلَى أُمَّتِكَ ) . والخطابُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم وأُمَّتُهُ داخلون فيه ؛ لأنَّ خطابَ الرئيسِ خطابٌ له ولأتباعهِ ، يدلُّ على ذلك قولهُ : { وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً } أي ما تعمَلون أنتم جميعاً يا بَنِي آدمَ عامَّة ويا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ من خيرٍ أو شرٍّ ، إلاّ كُنَّا على أمرِكم وتِلاوَتِكم وعمَلِكم شُهوداً إذ تدخلون فيه . قال الفرَّاء : ( مَعْنَاهُ يَقُولُ : اللهُ تَعَالَى شَاهِدٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ) وَالْمَعْنَى ألاَ يَعْلَمُهُ فَيُجَازِيكُمْ بهِ . والإفَاضَةُ الدخولُ في العملِ ، وقال ابنُ الأنباريِّ : ( إذ تَنْدَفِعُونَ فِيْهِ ) وقال ابنُ عبَّاس : ( إذ تَأْخُذُونَ فِيْهِ ) . قَوْلُهُ تََعَالَى : { وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ } ؛ أي ما يغيبُ وما يبعُد ، { مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ } ، من وزنِ نَملَةٍ حميراء صغيرةٍ من أعمالِ العباد ، { فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذٰلِكَ } ولا أخفَّ من الوزنِ من الذرَّة ، { وَلاۤ أَكْبَرَ } ، ولا أثقلَ منه ، { إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } ، إلاّ وهو مع علمِ الله تعالى ومكتوبٌ في اللوحِ المحفوظ . والعُزُوبُ البُعْدُ والذهابُ ، ويَعْزُِبُ بضمِّ الزاي وكسرِها لُغتان . قَوْلُهُ تَعَالَى : { مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ } أي وَزْنَ ذرَة ، ومثقالُ الشيء ما وَازَنَهُ . قال الفرَّاءُ : ( مَنْ نَصَبَ قَوْلُهُ تَعَالَى : { أَصْغَرَ } و { أَكْبَرَ } فَإِنَّمَا أرَادَ الْخَفْضَ يُتْبعْهُمَا الْمِثْقَالَ وَالذرَّةَ ، إلاَّ أنَّهُمَا لاَ يَنْصَرِفَانِ ؛ لأنَّهُمَا عَلَى وَزْنِ أفْعَلَ اتِّبَاعُ مَعْنَى الْمِثْقَالِ ؛ لأنَّكَ لَوْ لَقِيتَ مِنَ الْمِثْقَالِ مَنْ كَانَ رَفْعاً وَهُوَ كَقَوْلِهِ : مَا أتَانِي مِنْ أحَدٍ عَاقِلٍ وَعَاقلٌ ، وَكَذلِكَ : مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرِهِ وَغَيْرُهُ ) . وَقِيْلَ : رُفع على الابتداءِ ، وخبرهُ { إِلاَّ فِي كِتَابٍ } فمَن قرأ ( وَلاَ أصْغَرَ وَلاَ أكْبَرَ ) بالنصب فالمعنى : وما يعزبُ عن ربك مِن مثقال ذرَّة ، ولا أصغرَ من ذلكَ ولا أكبرَ . ومَن رفع المعنى : وما يعزبُ عن ربكَ مِثقالُ ذرَّةٍ ، ولا أصغرُ ولا أكبر .