Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 96-98)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ } معناهُ : إن الذين أخبَر اللهُ عنهم أنَّهم لا يؤمنون ، { وَلَوْ جَآءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } ؛ فيَصيرون مُلجَئِين إلى الإيمانِ ، فلم يُقبَلْ منهم الإيمانُ حينئذٍ . قولهُ : { فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا } ؛ أي هلاَّ كانت قريةٌ آمَنت عندَ نزولِ العذاب فنفعَها إيمانُها وقُبلَ منهم ، { إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ ٱلخِزْيِ } ؛ لَمَّا آمنوا وعَلِمَ اللهُ منهم الصدقَ صرفَ عنهم عذابَ الهونِ ، { فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ } ؛ آجالِهم المضروبةِ لهم . وعن ابنِ عبَّاس : ( مَعْنَى قَوْلِهِ { فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ } والْمَعْنَى : لَمْ أفْعَلْ هَذا بأُمَّةٍ قَطُّ إلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ ، فَتَكُونُ ( لَوْلاَ ) مَعْنَاهَا النَّفْيُ . وقال قتادةُ : ( لَمْ يَكُنْ هَذا مَعْرُوفاً لأُمَّةٍ مِنَ الأُمَمِ كَفَرَتْ ، ثُمَّ آمَنَتْ عِنْدَ نُزُولِ الْعَذاب فَكُشِفَ عَنْهُمْ إلاَّ قَوْمَ يُونُسَ كُشِفَ عَنْهُمُ الْعَذابُ بَعْدَ أنْ تَدَلَّى عَلَيْهِمْ ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ } آجالِهم ، وذلكَ : أن يونُسَ عليه السلام . بعثَهُ اللهُ إلى قومهِ ، فدعاهم إلى طاعةِ الله وتركِ الكُفرِ فَأَبَوا ، قال : رَب فَدَعَوْتُهُمْ فَأَبَوا ، فأوحَى اللهُ إليه : أنِ ادْعُوهُمْ فَإنْ أجَابُوكَ ، وَإلاَّ فَأَعْلِمْهُمْ بأَنَّ الْعَذابَ يَأْتِيهِمْ إلَى ثَلاَثَةِ أيَّامٍ . فدعاهُم فلم يُجيبوا ، فأخبَرهم بالعذاب وخرجَ مِن بينهم ، فقالُوا : ما جَرَّبْنَا عليه كَذِباً مُذْ كانَ ، فاحتَالُوا لأَنفُسِكم . فلمَّا كان اليومُ الثالث رَأوا حُمْرَةً وسَوَاداً من السَّماء كهيئة النارِ والدُّخان ، فجعلوا يطلبُون يونُسَ فلم يجدوا ، فلما يَئِسُوا من يونُسَ وجعل يحطُّ السوادُ والحمرة ، فقال قائلٌ منهم : فإنْ لم تَجِدُوا يونسَ فإنَّكم تجدوا ربَّ يونس ، فادعوهُ وتضرَّعُوا إليه . فخرَجُوا إلى الصحراءِ ، وأخرَجُو النساءَ والصبيان والبهائمَ ، وعَجُّوا إلى اللهِ مُؤمِنين به ، وارتفعتِ الأصواتُ ، وقرُبَتْ منهم الحمرةُ والدُّخان حتى غَشِيَ السوادُ سُطوحَهم وبلَغَهم حرُّ النار ، فلما عَلِمَ اللهُ منهم صدقَ التوبةِ رفعَ عنهم العذابَ بعد ما كان غَشِيَهم .