Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 102, Ayat: 1-4)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَلْهَاكُمُ ٱلتَّكَّاثُرُ * حَتَّىٰ زُرْتُمُ ٱلْمَقَابِرَ } ؛ أي شغلَتْكم المباهاةُ والمفاخرَةُ بكثرةِ المال والعدد عن طاعةِ ربكم حتى مِتُّمْ ودُفِنْتُم في المقابرِ قبلَ أنْ تَتوبُوا ، ويقالُ لِمَن ماتَ : زارَ حُفرتَهُ ، وتوَسَّدَ لَحْدَهُ . هذا خطابٌ لِمَن حرصَ على الدُّنيا وجَمَعَ أموالها وهو يريدُ التكاثرَ والتفاخرَ بها . وَقِيْلَ : إنَّ هذه السُّورةَ نزَلت في حَيَّيْنِ من قُريش ؛ أحدُهما : بنو عبدِ مَناف ، والآخرُ : بنو سَهْمٍ ، فعَدُّوا أيُّهم أكثرَ ، فكثَّرهم بنو عبدِ مناف ، فقال بنو سهمٍ : إنما أهلَكَنا البغيُ في الجاهليَّة ، فعُدُّوا أمواتَنا وأمواتَكم وأحياءَنا وأحياءَكم ، فتعادُّوا فكثَّرهم بنو سهمٍ ، فأنزلَ اللهُ هذه السورة تَهديداً لهم . والمعنى : شغَلَكم التفاخرُ بالأنساب والمناقب عن توحيدِ الله حتى عدَدتُم الموتَى في المقابرِ . ثم زادَ في وعيدهم فقالَ : { كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ } ؛ أي حقّاً سوفَ تعلمون ماذا تَلقَون من العذاب عند الموت وفي القبرِ ، { ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ } ؛ أي ثُم حقّاً سوف تعلَمُون ماذا تَلقَون في الآخرةِ من عذابها ، ولا بدَّ أن يكون المرادُ بهذا الثاني غير المرادِ الأول ، وكيف يكون هذا تِكرَاراً ، وقد دخلَ بينهما حرفُ ( ثُمَّ ) التي هي للتراخِي .