Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 108, Ayat: 1-1)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الخطابُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم ، والكوثَرُ في اللغة : الخيرُ الكثير ، وهو فَوْعَلُ من الكَثرَةِ كنَوْفَلٍ من النَّفلِ . واختلفوا في الكوثرِ في هذه السُّورة ، قال ابنُ مسعودٍ : ( ( أُريدَ بهِ الْقُرْآنَ ) ) ، وقال الحسنُ : ( ( النُّبُوَّةُ وَرفَعَةُ الذِّكْرِ وَالنَّصْرُ عَلَى الأَعْدَاءِ ) ) . وعن أنسٍ وأبي سعيدٍ الخدري أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قالَ : " رَأيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بي نَهْراً فِي الْجَنَّةِ ، حَافَّتَاهُ اللُّؤْلُؤُ - وَقِيْلَ : مِنَ الزُّبُرْجَدِ ، وَقِيْلَ : مِنَ الذهَب - وَمَجْرَاهُ عَلَى الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ ، وَطِينُهُ أطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ الأَذْفَرِ ، وَمَاؤُهُ أشَدُّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ ، وَأحْلَى مِنَ الْعَسَلِ ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لاَ يَظْمَأُ بَعْدَهَا أبَداً " . وعن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أنَّها قالت : ( ( الْكَوْثَرُ نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ ، مَنْ أدْخَلَ إصْبعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ سَمِعَ خَرِيرَ ذلِكَ النَّهْرِ ) ) . والكوثرُ يصبُّ في حوضِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، وصفةُ الحوضِ : حصاؤُه الياقوتُ الأحمر ، والزبرجدُ الأخضرُ ، والدرُّ والمرجان ، وَحَمْأَتُهُ المسكُ الأذفر ، وترابه الكافورُ ، ماؤهُ أشدُّ بَياضاً من اللبنِ وأحلى من العسلِ ، وأبردُ من الثلجِ ، يخرجُ من أصلِ سِدرَةِ المنتهى ، عرضهُ وطوله ما بين المشرقِ والمغرب ، وحولهُ من الآنيةِ والأباريق عددَ نجومِ السَّماء ، لا يشربُ منه أحدٌ فيظمأُ بعدَهُ أبداً .