Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 109, Ayat: 1-5)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلْكَافِرُونَ * لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ } ؛ " نزَلت في رهطٍ من المشركين من قريشٍ ، منهم الحارثُ بن قيسٍ السهميِّ ؛ والعاصُ بن وائل ؛ والوليدُ بن المغيرةِ ؛ والأسوَدُ بن عبدِ يَغُوث ؛ والأسودُ بن عبدِ المطَّلب ؛ وأُمية بن خلَف ، قالوا : يَا مُحَمَّدُ هَلُمَّ فاتَّبعْ دِينَنا ، ونتَّبعْ دِينَك ونُشرِكك في أمرِنا كلِّه ، تعبدُ آلهتنا سَنة ، ونعبدُ إلَهكَ سَنة ، فقال : " مَعَاذ اللهِ أنْ أُشْرِكَ بهِ غَيْرَهُ " قَالُوا : فاسْتَلِمْ بعضَ آلِهَتنا نُصدِّقْكَ ونعبدْ إلَهك " . فأنزلَ اللهُ تعالى هذه السُّورة { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلْكَافِرُونَ } أي قُل لَهم : يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ توحيدَ اللهِ ، ليست في حالَتي هذه بعَابدٍ ما تَعبُدون من الأصنامِ ، { وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ } ؛ أي ولا أنتم عابدون إلَهي بجهلِكم الإخلاصَ في عبادةِ الله ، { وَلاَ أَنَآ عَابِدٌ } ؛ فيما استقبلُ ، { مَّا عَبَدتُّمْ } ؛ من الأصنامِ ، { وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ } ؛ فيما تستَقبلون ، { مَآ أَعْبُدُ } ؛ إلَهي الذي أعبدهُ . وفي هذه القصَّة أنزَلَ اللهُ تعالى { قُلْ أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ تَأْمُرُونِّيۤ أَعْبُدُ أَيُّهَا ٱلْجَاهِلُونَ } [ الزمر : 64 ] ، فلمَّا نزَلت هذه السورةُ غَدَا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى المسجدِ الحرام وفيه ملأٌ من قريشٍ ، فقامَ على رُؤوسِهم ، ثم قرأها عليهم ، فآيَسُوا منه عندَ ذلك وآذوهُ وآذوا أصحابَهُ . وأما تكرارُ الكلامِ فمعناهُ : لا أعبدُ ما تَعبُدون في الحالِ ، ولا أنتُم عابدُون ما أعبدُ في الحالِ ، ولا أنتُم عابدُون ما أعبدُ في الحالِ ، ولا أنَا عابدٌ ما عبَدتُم في الاستقبالِ ، ولا أنتُم عابدُون ما أعبدُ في الاستقبالِ ، وهذا خطابٌ لِمَن سبقَ في علمِ الله تعالى أنَّهم لا يُؤمنون . وقال بعضُهم : نزلَ القرآنُ بلغة العرب ، ومن مذهب العرب التكرارُ في الكلامِ على وجه التأكيدِ حَتماً للإطْمَاعِ ، كما أنَّ من مذهب الاختصار إرادةُ التخفيفِ والإيجاز ، ومثلُ هذا كثيرٌ في الكلامِ والأشعار ، كما رُوي أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صعدَ المنبرَ فقال : " إنَّ بَنِي مَخْزُومٍ اسْتَأْذنُونِي فِي أنْ يُنْكِحُوا عَلِيّاً فَتَيَاتِهِمْ ، فَلاَ آذنُ ، فَلاَ آذنُ ، إنَّ فَاطِمَةَ بضْعَةٌ مِنِّي ، يَسُوءُنِي مَا يَسُوءُهَا ، وَيَسُرُّنِي مَا يَسُرُّهَا " . وكذلك قالَ الشاعرُ : @ يَا عَلْقَمَهْ يَا عَلْقَمَهْ يَا عَلْقَمَهْ خَيْرَ تَمِيمٍ كُلِّهَا وَأكْرَمُهْ @@ وقالَ :