Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 12-12)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَآءَ مَعَهُ مَلَكٌ } ؛ سببُ نزول هذه الآيةِ : أنَّ المشركين كانُوا يقولون للنبيِّ صلى الله عليه وسلم : لو تركتَ سبَّنَا وسبَّ آلهتنا جالَسنَاكَ ، وكانوا يُؤذونَهُ ويقولون : لولا أُنزل على مُحَمَّدٍ كَنْزٌ من السَّماءِ فيعشُ به وينفعهُ ، أو جاءَ معه مَلَكٌ يشهدُ له ويُعِينُهُ على الرسالةِ . وَقِيْلَ : إن المشركين قالوا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم : لو أتَيتَنا بكتابٍ ليس فيه سبٌّ آلهتِنا حتى نؤمنَ بكَ ونتَّبعَكَ ، وقال بعضُ المتكبرين : هَلاَّ ينْزِلُ عليك يا مُحَمَّدُ مَلَكٌ يشهدُ لكَ بالصدقِ ، أو تُعطَى كَنْزاً تستَغني أنتَ وأتباعُكَ ؟ فَهَمَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن يدعَ سَبَّ آلهتِهم فأنزلَ اللهُ هذه الآيةَ . ولا يجوزُ أن تكون كلمة ( لَعَلَّ ) في أولِ هذه الآية على جهة الشَّكِّ ، وإنما الغرضُ تثبيتُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في ما أُمِرَ به ؛ كيلا يلتفتَ على قولِهم ، وكي لا ييأَسُوا عن تركِ أداء الرسالة . فلما قالوا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم : { لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَآءَ مَعَهُ مَلَكٌ } . يقولُ الله للنبيِّ صلى الله عليه وسلم : { إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٌ } ؛ أي عليكَ أن تُنذِرَهم وتُخوِّفَهم وتأتِيَهم بما يُوحَى إليكَ من الآياتِ ، وليس عليك أن تأتِيَ بشهوَاتِهم وما يفرَحُون من الآياتِ ، { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } ؛ من مقالَتِهم وغيرِ ذلك ، { وَكِيلٌ } ؛ أي حفيظٌ . والفرقُ بين ضَائِقٍ وَضَيِّقٍ ، أن الضائقَ يكونُ بضِيقِ عَارِضٍ ، والضِّيقُ قصورُ الشيءِ عن مقدارِ غيرهِ أنْ يكونَ فيه ، وموضعُ { أَن يَقُولُواْ } حذف الباء تقديرهُ : ضَائِقٌ به صدرُكَ بأَنْ يقُولوا .