Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 17-17)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قْولُهُ تَعَالَى : { أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ } ؛ اختصارٌ معناهُ : أفمَن كان على بَيِّنَةٍ من ربه ، ويتلوهُ شاهدٌ منه كالذِي يريدُ الحياةَ الدُّنيا وزينَتها ، وأرادَ بالبيِّنة البرهانَ الذي هو من اللهِ ، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم على بُرهانٍ وحُجَّةٍ من ربه ، ويقرأ عليه القرآنَ شاهدٌ من اللهِ وهو جبريلُ عليه السلام ، هكذا قالَ أكثرُ المفسِّرين أنَّ المرادَ بقولهِ : أفَمَنْ كان على بيِّنة من ربهِ هو النبيُّ صلى الله عليه وسلم . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَاماً وَرَحْمَةً } ؛ أي ومِن قبلِ القرآنِ كان جبريلُ يقرأ على موسَى التوراةَ إمَاماً يُقتَدى به ، ونعمةً من اللهِ لِمَن آمَنَ به ، و { إِمَاماً } بالنصب على الحالِ ، { وَرَحْمَةً } أي ذا رحمةٍ ، وَقِيْلَ : أرادَ بقوله : { أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ } جميعَ المؤمنين ، وأرادَ بالشَّاهدِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم . قَوْلُهُ تَعَالَى : { أُوْلَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ } ؛ يعني أصحابَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ومَن صَدَّقَهُ . وقولهُ تعالى : { وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ ٱلأَحْزَابِ فَٱلنَّارُ مَوْعِدُهُ } ؛ أي مَن يكفُرْ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم من أصنافِ الكفَّار واليهودِ والنصارى وغيرهم ، فالنارُ مصيرهُ التي وعد َاللهُ في الآخرة . قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ } ؛ أي لا تكن في شَكٍّ من القرآنِ ، وظاهرٌ أنَّ هذا الخطابَ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم إلاَّ أن المرادَ به جميعُ الناسِ . وقولهُ تعالى : { إِنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ } ؛ يعني القرآن ، { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ } ؛ أي لا يصدِّقون في أنَّ القرآنَ من عندِ اللهِ .