Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 31-31)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ وَلاَ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ } ؛ أي لا أرفعُ نفسي فوقَ منْزِلتي ، فأقولُ إنَّ عندي مقدوراتِ اللهِ ، فأخصُّ بذلك من أشاءُ ، وأمنعهُ ممن أشاء . وقولهُ تعالى : { وَلاَ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ } أي ولا أدَّعي علمَ الغيب فإني لا أعلمُ إلا ما علَّمَني اللهُ . ويقال : إنَّهم لما قالوا لنوح عليه السلام : إن هؤلاءِ إنما آمَنوا بكَ ، واتَّبعوكَ في ظاهرِ ما ترى منهم ، أجابَهم نوحُ بهذا ، فقال : لا أقولُ لكم عندِي خزائنُ اللهِ ، يعني غُيُوبَ اللهِ التي يعلمُ منها ما تُضمِرهُ الناس ، فلا أعلمُ الغيبَ ، ولا أعلمُ ما يُسِرُّونَهُ في أنفسهم ، فسَبيلي قَبُولُ إيمانِهم الذي ظهرَ لي ، ومضمراتُهم لا يعلمها إلاّ اللهُ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ } ؛ هذا جوابٌ لقولهم : ما نراكَ إلا بَشَراً مثلنا ؛ أي لا أدَّعي أنِّي مَلَكٌ نزلتُ إليكم من السَّماء . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِيۤ أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ ٱللَّهُ خَيْراً } ؛ أي لا أقولُ للذين تحتقِرُ أعيُنكم وتستصغرُ : لن يؤتيكم اللهُ صَلاحاً في الدُّنيا وفَلاحاً في الآخرةِ ، يعني المؤمنين الذين قالوا : هم أراذِلُنا . قَوْلُهُ تَعَالَى : { ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِيۤ أَنْفُسِهِمْ إِنِّيۤ إِذاً لَّمِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ } ؛ أي إن طردتُّهم تَكذِيباً ، الظاهرُ إيمانُهم .