Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 3-4)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قولهُ : { وَأَنِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ } ؛ أي وأمرَكم أن تطلبُوا المغفرةَ من ربكم ، واجعلُوها غرَضَكم وتوصَّلوا إليها بالتوبةِ وهي الندمُ على القبيح ، والعزمُ على تركِ المعاودة إليه . وَقِيْلَ : معناهُ : وأنِ استغفروا ربَّكم بالتوبةِ عما سلَفَ من ذُنوبكم ، ثم توبُوا إليه عمَّا يقعُ منكم من الذنوب في المستقبلِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { يُمَتِّعْكُمْ مَّتَاعاً حَسَناً إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } ؛ { يُمَتِّعْكُمْ } جُزِمَ على جواب الأمر ؛ أي إنْ فعلتُم ذلك أنعَمَ اللهُ عليكم نِعَماً سابغةً حِسَاناً تستبقون بها إلى آجَالِكم التي قدَّرَها اللهُ لكم ، فلم يستَأْصِلكم كما استأصلَ الأُمَم المكذِّبَة به قبلَكم . قال القتيبيُّ : ( أصْلُ الإمْتَاعِ الإطَالَةُ ) يقالُ : جبلٌ مَاتِعٌ ، وقد مَتَعَ النهارُ إذا طالَ ، فمعنى يُمَتِّعْكُمْ يُعَمِّرْكُمْ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ } ؛ أي مَن كان ذا فَضْلٍ في دينهِ فضَّلَهُ اللهُ في الآخرةِ بالثواب على عمله . وَقِيْلَ : يعطِي كلَّ ذِي عمَلٍ صالحٍ أجرَهُ وثوابه . وقال ابنُ عبَّاس : ( يُعْطِي كُلَّ مَنْ فَضَلَتْ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ فَضْلَهُ ؛ يَعْنِي الْجَنَّةَ وَهِيَ فَضْلُ اللهِ ، يِعْنِي أنَّ مَنْ زَادَتْ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ ) . وعن ابنِ مسعود قال في هذه الآيةِ : ( مَنْ عَمِلَ حَسَنَةً كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ ، وَمَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً كُتِبَتْ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً ، وَإنْ لَمْ يُعَاقَبْ بتِلْكَ السَّيِّئَةِ فِي الدُّنْيَا أُخِذ مِنْ عَشْرِ حَسَنَاتِهِ وَاحِدَةً وَبَقِيَتْ لَهُ تِسْعٌ ) ثُمَّ قالَ : ( هَلَكَ مَنْ غَلَبَتْ آحَادُهُ أعْشَارَهُ ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَإِن تَوَلَّوْاْ } ؛ أي إنْ أعرَضُوا عنِ الإيمانِ والتوبة ، { فَإِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ } ؛ أي عظيمِ الشَّأنِ وهو يومُ القيامةِ ، وإنما ذكرَ الخوفَ في هذا الموضعِ ؛ لأن الخطابَ من الرسول صلى الله عليه وسلم ، والخوفُ عليه جائزٌ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِلَى ٱللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ؛ على إعادَتِكم .