Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 42-42)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَٱلْجِبَالِ } ؛ يعني : السفينة تجري بهم في موج كالجبال العظيمةِ ، { وَنَادَىٰ نُوحٌ ٱبْنَهُ } ؛ كنعان وكان كافراً ، { وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ } ؛ عنهُ ولَمْ يركب معه ، وَقِيْلَ : معناهُ : وكان في معزلٍ من دين أبيه : { يٰبُنَيَّ ٱرْكَبَ مَّعَنَا } ؛ في السّفينة بشرطِ الإيمانِ ، ولذلكَ قال : { وَلاَ تَكُن مَّعَ ٱلْكَافِرِينَ } ؛ أي على دِينهم فتغرَقَ معهم ، وقال الحسنُ : ( إنَّمَا دَعَاهُ إلى رُكُوب السَّفِينَةِ ؛ لأنَّ ابْنَهُ كَانَ يُظْهِرُ لَهُ الإيْمَانَ نِفَاقاً ، وَكَانَ يَحْسَ بُهُ مُؤْمِناً ) . واختلفَتِ القراءةُ في قوله { يٰبُنَيَّ ٱرْكَبَ مَّعَنَا } : قرأ بعضُهم بكسرِ الياء على الإضافة وهو الأجودُ ؛ لأن الأصلَ يا بني ثلاثُ يَاءَاتٍ ، ياءُ التصغيرِ وياءُ الفعلِ وياءُ الإضافة ، فحُذفت ياءُ الإضافة ، وتُركت الكسرةُ دليلاً على الإضافة ، وأُدغِمَت إحدى اليائَين في الأُخرى . وقرأ بعضُهم ( يَا بُنَيَّ ) بفتحِ الياء على أن أصلَها : يا بُنَيَّا بالألف ، كما تقولُ العرب : يا غُلاَما أقْبلْ ، تريدُ يا غُلامِي أقْبلْ ، فتُبدَلُ الألفُ من ياءِ الإضافة على وجهِ النُّدْبَةِ والتَّفْجِيعِ ، وكان الأصلُ يا بُنَيَّا ثم حُذفت الألف لسكونِها وسكونِ الراء من قولهِ { ٱرْكَبَ } .