Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 78-78)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قْولُهُ تَعَالَى : { وَجَآءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ } وذلك أنَّ امرأةَ لوط لَمَّا أخبرَتْهم بأضيافهِ ، جاؤُا إلى دارهِ يُسرِعُونَ إليه ، ويُهَرْوِلُونَ هَرْوَلَةً ، والإهْرَاعُ : مَشْيٌ بين مِشيَتَينِ ، ومِن قبلِ ذلك كانوا يعمَلون المعاصِي ، وهي ما كانوا يعمَلون من الفاحشةِ مع الذُّكور ، فإنَّهم كانوا يعمَلون ذلك مِن دون أن يُخَفِي بعضٌ عن بعضٍ . { قَالَ } : لَهم لوطُ عليه السلام : { يٰقَوْمِ هَـٰؤُلاۤءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ } ؛ عَرَضَ عليهم بناتَهُ نِكَاحاً ، وأظهرَ من نفسهِ في صونِهم ما لا شيءَ أبلغُ منه ، أظهرَ الكرامةَ في باب الأضيافِ ، فذكَرَ بناتَهُ ليدلُّ بذلك على التشديدِ في دَفعِهم عمَّا أرَادُوا . فكان يجوز في ذلك الوقتِ تزويجُ الْمُسْلِمَةِ من الكافرِ ، كما كان يجوزُ في شَريعتنا في ابتداء الإسلام ، فإنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم زَوَّجَ ابنتَهُ من ابنِ العاص بن الرَّبيع . ويقالُ : أرادَ بقوله { بَنَاتِي } بناتَ قومهِ ؛ لأن النبيَّ يكون للقومِ بمنْزِلة الوالدِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَاتَّقُواْ اللًّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي } ؛ أي اتَّقُوا عقابَ الله ، ولا تُلزِمُونِي عَيباً في ضَيفِي ، { أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ } ؛ في نفسهِ فَيَنْزَجِِرُ عن هذا الأمرِ ، ويزجرُكم عنه .