Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 88-88)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قولُهُ تَعَالَى : { قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي } ؛ أي قال لَهم شعيبُ : أخبروني إنْ كنتُ على دلالةٍ واضحة من ربي ، { وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً } ؛ قِيْلَ : أرادَ النبوَّةَ فإنَّها أعظمُ رزْقِ الله تعالى . وَقِيْلَ : أراد به المالَ الحلالَ . قال ابنُ عبَّاس : ( كَانَ شُعَيْبُ عليه السلام كَثِيرَ الْمَالِ كَثِيرَ الصَّلاَةِ ) ، وَقِيْلَ : معنى قولِه : { رِزْقاً حَسَناً } أي عِلْماً ومعرفةً . وأما جوابُ قولهِ { إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي } المالَ الحلال اتبعهُ الضلالَ فأبْخَسُ وأُطَفِّفُ ، أشُوبَ الحلالَ بالحرامِ كما تفعلون به . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ } ؛ أي ما أريدُ أن تترُكوا ما نَهيتُكم عنه لأعملَ أنا به فانتفعَ ، والمعنى لستُ أنْهاكُم عن شيءٍ ثم أدخلُ فيه ، { إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ ٱلإِصْلاَحَ مَا ٱسْتَطَعْتُ } ؛ أي ما أريدُ إلا الإصلاحَ في أمرِ الدين والمعاشِ بقدر استطاعَتي ، { وَمَا تَوْفِيقِيۤ إِلاَّ بِٱللَّهِ عَلَيْهِ } ؛ أي ما توفيقي للصَّلاحِ إلا مِنَ اللهِ ، والتوفيقُ من اللهِ ، هو كلُّ فِعْلٍ يَتَّفِقُ مَعَ الْعَبْدِ عِنْدَ اخْتِيَار الطَّاعةِ وَالصَّلاحِ ، وَلَوْلاَهُ لَكَانَ يَخْتَارُ خِلاَفَ ذلِكَ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } ؛ أي فوَّضتُ أمرِي إلى اللهِ ، وقولهُ تعالى : { وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } ؛ أي أرجِعُ .