Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 113, Ayat: 1-2)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال الكلبيُّ : هَذِهِ السُّورَةُ وَالَّتِي بَعْدَهَا أُنْزِلَتْ عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ سُحِرَ ، فَأُمِرَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أنْ يَتَعَوَّذ بهِمَا ، وَذلِكَ أنَّ رَجُلاً مِنَ الْيَهُودِ يُقَالُ لَهُ : لَبيدُ بْنُ أعْصَمَ ، سَحَرَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وَاشْتَدَّ شَكْوَاهُ حَتَّى تُخُوِّفَ عَلَيْهِ . " فَبَيْنَا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ إذْ أتَاهُ مَلَكَانِ ؛ أحَدُهُمَا عِنْدَ رَأسِهِ وَالآخَرُ عِنْدَ رجْلَيْهِ ، فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأسِهِ لِلثَّانِي ، أيُّ شَيْءٍ بهِ ؟ قَالَ : سِحْرٌ ، قَالَ : مَنْ فَعَلَ بهِ ؟ قَالَ : لَبيدُ بْنُ أعْصَمَ الْيَهُودِيُّ ، قَالَ : فَأََيْنَ جَعَلَهُ ؟ قَالَ : فِي بئْرٍ لِبَنِي زُرَيْقِ ، وَجَعَلَهُ فِي صَخْرَةٍ فِي كُوبَةٍ ، قَالَ : فَمَا دَوَاؤُهُ ؟ قَالَ : نَبْعَثُ إلَى تِلْكَ الْبئْرِ فَيُنْزَحُ مَاؤُهَا ، ثُمَّ تُقْلَعُ الصَّخْرَةُ فَتُسْتَخْرَجُ الْكُوبَةُ مِنْ تَحْتِهَا فِيهَا إحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً . وَإنَّمَا قَالَ ذلِكَ ؛ لِكَي يُفْهِمَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ، فَانْتَبَهَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ فَهِمَ مَا قَالاَ . فَأَرْسَلَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ فِي نَفَرٍ مِنْ أصْحَابهِ إلَى تِلْكَ الْبئْرِ ، فَانْتَهَى إلَيْهَا عَمَّارُ ، وَقَدْ تَغَيَّرَ مَاؤُهَا كَهَيْئَةِ الْحِنَّاءِ مِنْ ذلِكَ السِّحْرِ ، فَنَزَحُوا ذلِكَ الْمَاءَ حَتَّى بَدَتِ الصَّخْرَةُ فَإذا تَحْتَهَا كُوبَةٌ ، فَأَخَذُوهَا وَإذا فِي الْكُوبَةِ وَتَرٌ فِيْهِ إحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً ، فَجَاءَ بهَا إلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فَأُحْرِقَتْ وَأُنْزِلَتِ الْمُعَوَّذتَانِ إحْدَى عَشْرَةَ آيَةً فَحَلَّتْ كُلُّ آيَةٍ عُقْدَةً ، وَأُمِرَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أنْ يَتَعَوَّذ بهِمَا ، وَكَانَ صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ بهِمَا الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ ، فَكَانَ لَبيدُ بَعْدَ ذلِكَ يَأْتِي النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فَمَا رَأى فِي وَجْهِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم شَيْئاً مِنْ ذلِكَ قَطُّ وَلاَ ذاكَرَهُ إيَّاهُ " . وفي بعضِ الروايات : " أنَّ بَنَات لَبيدِ بْنِ أعْصَمَ اللَّوَاتِي سَحَرْنَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ، فَذهَبَ بذلِكَ لَبيدُ فَجَعَلَهُ فِي وعَاءِ الطَّلْعِ - أعْنِي كُوزَي النَّخْلِ - وَجَعَلَهُ فِي بئْرٍ تَحْتَ صَخْرَةٍ ، فَلَمَّا أطْلَعَ اللهُ نَبيَّهُ عَلَى ذلِكَ بَعَثَ أبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ حَتَّى أخْرَجَاهُ . وَقِيْلَ : بَعَثَ عَلِيّاً فِي اسْتِخْرَاجِهِ ، فَأَنْزَلَ اللهُ هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ " . والفَلَقُ على قولِ الكلبيِّ وقتادة : ( ( الصُّبْحُ عِنْدَ بَيَانِهِ وَظُهُورهِ ) ) ، وعن ابنِ عبَّاس : ( ( أنَّ الْفَلَقَ الْخَلْقُ يَخْرُجُونَ مِنْ أصْلاَب آبَائِهِمْ وَأرْحَامِ أُمَّهَاتُهُمْ كَمَا يَنْفَلِقُ الْحَبُّ مِنَ النَّبَاتِ ) ) . وهذا القول أعمُّ من الأولِ وأقربُ إلى تعظيمِ الله تعالى ، لأن الفلَقَ كلمةٌ جامعة من لطائفِ القرآن ، واللهُ تعالى فاِلقُ الإصباحِ وفالقُ الحب والنَوى ، وفالقُ البحرِ لموسى . ومعنى السُّورة : قُل يا مُحَمَّدٍ : امتَنِعُ واعتَصِمُ واستَعِذُ بربِّ الفلقِ من شرِّ كل ذي شرٍّ منِ الجنِّ والإنسِ والسباع والحيَّات والعقارب وغيرها ، وعن كعب الأحبار أنه قالَ : ( ( الْفَلَقُ بَيْتٌ فِي النَّار لَوْ فُتِحَ بَابُهُ صَاحَ جَميعُ أهْلِ النَّار مِنْ شِدَّتِهِ ) ) . قال السديُّ : ( ( الْفَلَقُ بئْرٌ فِي جَهَنَّمَ ) ) .