Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 101-101)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ ٱلْمُلْكِ } ؛ يعني مُلْكَ مصرَ أربعين فرسخاً في أربعين فرسخاً ، { وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ ٱلأَحَادِيثِ } ؛ أي تعبيرِ الرُّؤيا وتأويل كُتب الدين . قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَاطِرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } ؛ نُصِبَ على النداءِ ؛ أي يا فاطرَ السماءِ والأرض مُنشِئُهما على غيرِ مثالٍ ، { أَنتَ وَلِيِّي فِي ٱلدُّنُيَا وَٱلآخِرَةِ } ؛ أي تتَولَّى حِفظِي وصيانتي ، { تَوَفَّنِى مُسْلِماً } ؛ أي ألطُفْ بي لُطفاً أثبتُ به على الإيمانِ إلى أن يلحَقُني الموت ، { وَأَلْحِقْنِي بِٱلصَّالِحِينَ } ؛ يعني يلحقهُ بآبائه . وأما ما كان من أمرِ زُليخا فإنه لما ماتَ العزيزُ وبَقِيت أرملةً ، قالت : أنا مِن يوسف على رجاءٍ ، وأمري كلَّ يوم إلى نقصٍ ؛ وذلك بمَعصِيَتي لآلهِ يوسف ، فكيف لا أقومُ إلى هذا الصَّنم المشؤومِ فأجعلهُ جُذاذاً ، وألْحَقُ بيوسف وأُسلِمُ على يدهِ ؟ لعلَّ إلَهَهُ يرحَمُني ويقضي حاجَتي ، فقامت وكسرت صنَمَها وجاءت إلى طريق يوسف ، فوقفت له في يومِ ركوبهِ فأقبلَ مع الأعلامِ والرايات مكتوبات عليها : { قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } [ يوسف : 108 ] . فلمَّا صارَ يوسف بحذاءِ زُليخا نادت : سُبحان من يعلي العبيد ويجعلَهم مُلوكاً بطاعتهِ ، ويذِلُّ الموالِي ويجعلهم عبيداً بمعصيتهِ . فسَمِعَ ذلك يوسف فقال : علَيَّ بصاحبةِ هذا الكلامِ ، فأُتِيَ بها إليه فقال : مَن أنتِ ؟ قالت : زُليخا أمَا تعرِفُنِي ؟ ! قال : لا ، قالت : قد أنكَرتَني ؟ قال : أشدَّ الإنكار ، قالت : أنا الذي راودتُكَ عن نفسك فاستعصمتَ بإلهِ السَّماء ، فرفعَكَ ووضعَنِي ؛ وأعزَّكَ وأذلَّني ؛ وأغناكَ وأفقرَنِي ، فعلمتُ أني في باطلٍ وغُرورٍ ، فكسرتُ صنَمِي وجئتُكَ طائعةً مؤمنةً أقولُ : لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ ، لِيَرْحَمَنِي ، فوقعت رحمتُها في قلبهِ ، فقالَ : سَلِي حاجتَكِ ، قالت : أتفعلُ ؟ قال : نعم ، قالت : لي ثلاثُ حوائجَ يا يوسف قد ذهبَ بصَري فادعُ اللهَ أن يرُدَّ عليَّ لأنظُرَ إلى جمالِ وجهك ، فدعا اللهَ فردَّ عليها بصرَها فأقبلت تنظرُ إلى يوسف ، ثم قالت : وادعُ اللهَ أن يرُدَّ علي حُسني وجَمالي ، فدعَا اللهَ فردَّه عليها ذلك . فلما نظرَ يوسفُ إليها نكَّسَ رأسه وقال : أما تسأَلِي الثالثةَ يا رأسَ الفتنةِ ؟ قالت : تتزوَّجُ بي حلالاً ؟ قال لها : قُومِي يا رأسَ الفتنةِ هذه حاجةٌ ليس في نفسي قضاؤُها ، قالت : أما أنا فلا أقنطُ من رحمةِ اللهِ ، فنَزل جبريلُ على يوسف وقال : إن اللهَ يأمُركَ أن تتزوجَ بها ، فجعلت تحمدُ اللهَ وتشكرهُ فتزوَّجَها ، فلما دخلَ بها وجدَها عذراءَ ، فولَدَت له وَلَدَين ، وأقامَ يعقوبُ عند يوسف ثَماني عشرةَ سنةً ، ومات قبل يوسف بسنتين .