Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 70-70)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ ٱلسِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ } ؛ أي فلمَّا كَالَ لَهم ، أمَرَ أصحابَهُ المختصِّين به أن يجعَلُوا الصاعَ في رَحْلِ أخيهِ بنيامين ، وسُمِّيَ الصاعُ سقايةً ؛ لأنه كان قبلَ ذلك مما يَسْتَقِي به الملِكُ الخمرَ وكان من ذهبٍ . وقال ابنُ عبَّاس : ( كَانَ قَدَحاً مِنْ زُبُرْجَدٍ ) . وَقِيْلَ : كان من فضَّةٍ مُمَّوَّهٍ بالذهَب ، وكان الشُّربُ في مثلِ ذلك الإناء جَائزاً في شَريعَتِهم ، فلما كان في أيَّام القحطِ أمَرَ الملِكُ أن يُكالَ به الطعامُ للناسِ . قِيْلَ : فلمَّا قال يوسفُ لبنيامين : إنِّي أنا أخُوكَ ، قال لهُ : فإنِّي لا أُفارِقُكَ أبداً ، قال يوسفُ : قد علمتُ اغتِمامُ وَالِدي لي ، فأخافُ إنْ حبَستُكَ معي ازدادَ غَمُّهُ ، ثم لا يُمكِنُني حَبْسُكَ إلاَّ بأنْ أُشَهِّرَكَ بأمرٍ فظيع ، قال : لاَ أُباليِ فافعَلْ ما شئتَ . قال : فإنِّي أدُسُّ صَاعِي هذا في رَحلِكَ ، ثم أُنادِي عليكَ بالسَّرقة ليَتهَيَّأَ لِي حَبسُكَ معي ، { ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ } ، أي فلما رَحَلت إخوةُ يوسفَ نادَى مُنَادٍ : { أَيَّتُهَا ٱلْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ } ؛ وكان النداءُ على ظنٍّ مِن هؤلاءٍ الموَكَّلِين بالصاع أنَّهم كذلكَ . ولم يكن هذا النداءُ بأمر يُوسف ولا يعلمهُ ؛ لأن الأنبياءَ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ لا يَأْمُرُونَ بالكذب ، ومَن قالَ : إنَّ هذا النداءَ كان بأمرِ يُوسُفَ ، فيحتملُ أنْ يكون معناهُ : إنَّكم لسَارِقُونَ يُوسُفَ على أبيهِ حين غيَّبتموهُ عنه . والعِيرُ اسمٌ لقافلةِ الْحَمِيرِ دُون قافلةِ الإبل ، ثم كَثُرَ استعمالهُ في كلِّ قافلةٍ .