Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 2-2)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { ٱللَّهُ ٱلَّذِي رَفَعَ ٱلسَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا } ؛ أي هو الذي رَفَعَ السَّماوات ، وأقامَها واقفةً على غير عَمَدٍ تَرونَها أنتم كذلكَ بلا عَمَد ، هكذا قال أكثرُ المفسِّرين ، وعن ابنِ عباس في روايةٍ ( بعَمَدٍ لاَ تَرَوْنَهَا ، كَأَنَّهُ قَالَ : بغَيْرِ عَمَدٍ مَرْئِيَّةٍ ) . والأولُ أقربُ إلى الصحَّة ؛ لأنه لو كان للسَّماء عِمَادٌ لكُنَّا نرى ذلك العمادَ ، لأن مثلَ السماوات في ثُقلِها وارتفاعها وعِظَمها لا يُقِلُّها عمادٌ إلاّ وقد يكون ذلك العمادُ جَسيماً عظيماً . قَوْلُهُ تَعَالَى : { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } ؛ قد تقدَّمَ تفسيرهُ . وقولهُ تعالى : { وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ } ؛ تقديرُه : اللهُ الذي رفعَ السماوات بغيرِ عَمَدٍ ، ثم سخَّرَ الشمسَ والقمرَ وهو مستوٍ على العرشِ ، لأنَّ استيلاءَ الله على الأشياءِ قدرتهُ عليها ، وقدرةُ الله لا تكون مُحدَثَةً . وتسخيرُ الشمسِ والقمر إجراؤُهما لمنافعِ بني آدم ، ومعنى السَّخْرِ أن يكون الشيءُ مَقهوراً لا يملكُ لنفسهِ ما يخلِّصُه من القهر . قَوْلُهُ تَعَالَى : { كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّـى } ؛ إلى وقتٍ معلوم وهو وقتُ فَنَاءِ الدُّنيا ، فإذا انْفَنَتُ الدُّنيا كَوِّرَتِ الشمسُ وانكَدَرت النجومُ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ يُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ } ؛ أي يقضِي القضاءَ ، ويبعثُ الملائكةَ بالوحي ، ويُنْزِلُ الرزقَ والأقضيةَ ، قَوْلُهُ تَعَالَى : { يُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ } أي يأتِي بآيةٍ في إثْرِ آيةٍ ليكون أمكنَ للاعتبار والفكر . وقوله تعالى : { لَعَلَّكُمْ بِلِقَآءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ } ؛ أي لِتَسْتَيْقِنُوا بالبعثِ وبما وعَدَكم الله به من الثواب والعقاب .