Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 24-25)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ } ؛ أي ألَم تعلَمْ يا مُحَمَّدُ كيف وصفَ اللهُ شبهاً كلمةً طيِّبةً وهي كلمةُ التوحيدِ : لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ والإقرَارُ بالنبُوَّة ؛ كشجرةٍ طيِّبةِ الثمرِ ، وهي النخلةُ التي لا شيءَ أحلىَ من ثَمرِها وهو الرُّطَبُ ، كما لا كلامَ أحسنَ من كلمةِ الرب . قَوْلُهُ تَعَالَى : { أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ } ؛ فيه شَبَّهَ ثباتَ الإيمان وما فيهِ من الأدلَّة ، بقَرَارِ النخلةِ التي أصلُها ثابتٌ على نِهاية الثباتِ في تَمَكُّنِ فرعها في الأرضِ ، بل المعرفةُ في قلب المؤمن أثبتُ من عروقِ النخلة ؛ لأن النخلةَ تُقلَعُ ، ومعرفةُ العارفِ لا يقدر أحدٌ من الناسِ أن يُخرِجَها من قلبهِ . وقولهُ تعالى : { وَفَرْعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ } ؛ تُؤتِي أكُلَها ، فيه تشبيهُ أعمالِ المخلِصين التي هي فروعُ الإيمان في أنَها ترتفعُ وتعلُو إلى جانب السَّماء ؛ لأن الأعمالَ لا تصلحُ إلا بالإيمانِ ، والأصلُ هو الإيمانُ ، والفروعُ هو الأعمالُ الصالحة . قَوْلُهُ تَعَالَى : { تُؤْتِيۤ أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ } ؛ فيه تشبيهُ ما يحصلُ من الثواب الدائم الذي لا منْزلةَ أعلىَ منه ، وقولهُ تعالى : { بِإِذْنِ رَبِّهَا } ؛ أي بعِلْمِهِ وقُدرتهِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ لِلنَّاسِ } ؛ أي يُبَيِّنُ اللهُ الأشياءَ للناسِ في صفة التوحيدِ والدين ، { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } لكي يتَّعِظُوا ويؤمنوا .