Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 43-44)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ } ؛ أي مُسرِعين نحوَ البلاءِ الذي ينْزِلُ بهم ، والإهْطَاعُ : الإسْرَاعُ ، وقال مجاهدُ : ( مُهْطِعينَ ؛ أيْ مُدِيْمِينَ النَّظَرَ ) ، قال الخليلُ : ( الْمُهْطِعُ : الَّذِي قَدْ أقْبَلَ عَلَى الشَّيْءِ بنَظَرِهِ وَلاَ يَرْفَعُ عَيْنَيْهِ عَنْهُ ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ } أي رَافِعي رؤوسِهم إلى ما يَرَون في السَّماء من الانفطار ، وانتشار الكواكب ، وتكويرِ الشَّمس ونحوِ ذلك . قَوْلُهُ تَعَالَى : { لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَآءٌ } ؛ أي لا يُغمِضُونَ أعْيُنهم من الهولِ والفزَعِ ، وقولهُ تعالى : { وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَآءٌ } أي قلوبُهم خاليةٌ من خيرٍ ، وَقِيْلَ : مجوَّفَةٌ لا عقولَ فيها ، قال السديُّ : ( هَوَتْ أفْئِدَتُهُمْ بَيْنَ مَوْضِعِهَا وَبَيْنَ الْحِنْجَرَةِ ، فَلاَ هِيَ عَائِدَةٌ إلَى مَوْضِعِهَا ، وَلاَ هِيَ خَارجَةٌ مِنْهَا ) . ثم عادَ إلى خطاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال : { وَأَنذِرِ ٱلنَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ ٱلْعَذَابُ } أي أعلِمْهُم بموضعِ المخافة يوم يأتيهم العذابُ وهو يومُ القيامةِ ؛ { فَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ } ؛ أي الكفارُ : { رَبَّنَآ أَخِّرْنَآ إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ } ؛ أعِدْنَا إلى حالِ التكليف ، { نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ ٱلرُّسُلَ } ؛ واستَمْهَلوا مدَّةً يسيرةً كي يُجيبوا الدعوةَ ويتَّبعُوا الرسُلَ ، فقَالَ اللهُ تَعَالَى : { أَوَلَمْ تَكُونُوۤاْ أَقْسَمْتُمْ مِّن قَبْلُ } ؛ أي حَلَفْتُمْ مِن قبلِ هذا في الدُّنيا ، { مَا لَكُمْ مِّن زَوَالٍ } ؛ من الدُّنيا الى الآخرةِ كما قَالَ اللهُ تَعَالَى : { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ ٱللَّهُ مَن يَمُوتُ } [ النحل : 38 ] .