Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 16-18)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي ٱلسَّمَاءِ بُرُوجاً } ؛ وهي منازلُ الشَّمسِ والقمر والكواكب التِّسعة ، وهي اثنَا عشرَ بُرجاً : أوَّلُها الْحَمَلُ والثورُ إلى آخرها . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ } ؛ أي زيَّنا السماءَ بالكواكب للناظِرين إليها . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ } ؛ أي حَفِظْنَا السماءَ أن يدخُلَ فيها شيطانُ يمكنه الاستماعُ إلى كلامِ الملائكة . قال ابنُ عبَّاس : ( كَانَتِ الشَّيَاطِينُ لاَ تُحْجَبُ عَنِ السَّمَاوَاتِ كُلِّهَا ، وَكَانُواْ يَقْعُدُونَ فِي السَّمَاءِ مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ، فَيَسْتَمِعُونَ إلى مَا هُوَ كَائِنٌ فِي الأَرْضِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ ، فَيَنْزِلُونَ بهِ عَلَى كَهَنَتِهِمْ ، فَيَتَكَلَّمُ بهِ الْكَهَنَةُ لِلنَّاسِ ، حَتَّى بُعِثَ عِيسَى عليه السلام فَمُنِعُواْ مِنْ ثَلاَثِ سَمَاوَاتٍ ، وَكَانُوا يَصْعَدُونَ إلَى أرْبَعِ سَمَاوَاتٍ إلَى أنْ بَعَثَ اللهُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، فَمُنِعُواْ مِنَ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ ، وَحُرِسَتِ السَّمَاءُ بالنُّجُومِ وَالْمَلاَئِكَةِ ، فَمَا مِنْهُمْ أحَدٌ يُرِيدُ اسْتِرَاقَ السَّمْعِ إلاَّ رُمِيَ بشِهَابٍ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَأْتِي عَلَى نَفْسِهِ ، وَمِنْهُمُ مَنْ يَخْبَلُ ) . فذلك قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِلاَّ مَنِ ٱسْتَرَقَ ٱلسَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ } ؛ أي نجمٌ مُضِيءٌ حارٌّ يتوقدُ لا يخطؤهُ ، والشِّهَابُ : هو الكوكبُ الْمُنْقَضُّ .