Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 30-31)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَقِيلَ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً } ؛ قال ابنُ عبَّاس : ( وَذلِكَ أنَّ أهْلَ مَكَّةَ لَمَّا بَعَثُواْ إلَى أعْقَاب مَكَّةَ رجَالاً ؛ لِيَصُدُّوا النَّاسَ عَنْ دِينِ اللهِ ، بَعَثَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم رجَالاً مِنْ أصْحَابهِ : عَبْدُاللهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَغَيْرُهُ ، فَكَانَ وَافِدُ النَّاسِ إذا قَدِمَ فَرَدَّهُ الْكُفَّارُ عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وعَنِ الإيْمَانِ ، سَأَلَ أصْحَابُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم : ( مَاذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ ؟ قَالُواْ : خَيْراً ) أيْ أنْزَلَ حَقّاً وَصَوَاباً ) . وعلى هذا انتصبَ قولهُ ( خَيْراً ) ، وإنما ارتفعَ قولهُ في جواب المقتسِمين من كفَّار مكَّة ( أسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ) لأنَّهم كانوا لا يُقِرُّونَ بإنزالهِ ، بل كانوا يقولُون على جهةِ التكذيب هو أساطيرُ الأولين . قَوْلُهُ تَعَالَى : { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هٰذِهِ ٱلْدُّنْيَا حَسَنَةٌ } ؛ أراد بالحسَنَةِ الثناءَ والمدحَ على ألْسِنَةِ المؤمنين ، وَقِيْلَ : للَّذين قالوا لا إلهَ إلا اللهُ يُضَعَّفُ لَهُ بعَشْرٍ ، { وَلَدَارُ ٱلآخِرَةِ خَيْرٌ } ؛ يعني الجنَّةَ خيرٌ مما يصِلُ إليهم في الدُّنيا ، { وَلَنِعْمَ دَارُ ٱلْمُتَّقِينَ } . ثُم فسَّرَ دارَ المتَّقين فقال : { جَنَّاتُ عَدْنٍ } ؛ أي بساتِينُ إقامةٍ ، { يَدْخُلُونَهَا } ، يومَ القيامة ، { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا } ؛ أي من تحت أشجَارِها ، { ٱلأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤونَ كَذَلِكَ يَجْزِي ٱللَّهُ } ؛ كذلك تكون مجازاةُ الله ، { ٱلْمُتَّقِينَ } ؛ للشِّرك والمعاصِي .