Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 68-68)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَىٰ ٱلنَّحْلِ } ؛ أي وألْهَمَ ربُّكَ النحلَ وعرَّفَها ووَفَّرَ عليها ودعَاها إلى ما هو مذكورٌ في هذه الآيةِ ، وسَمَّى الإلهامَ وَحياً ؛ لأن الوحيَ هو ظهورُ المعنى للنَّفسِ على وجهٍ خَفِيٍّ ، وقد ألْهَمَ اللهُ كلَّ دابة التماسَ منافعها واجتنابَ مضارِّها ، إلاّ أنَّ أمَر النحلِ أعجبُ ؛ لأن فيها مِن لطيفِ الصَّنعة ما فيه أعظمُ مُعتَبَرٍ ، فإنَّ اللهَ ألهمَها اتخاذ المنازل والمساكنَ ، وأنْ تأكُلَ من كلِّ الثمرات لمنافعِ بني آدم ، وأنْ لا تقذفَ ما أكلتْهُ بعد ما صارَ عَسَلاً إلا على حَجَرٍ صافٍ أو مكان نَظِيفٍ لا يخالطهُ طين ولا ترابٌ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { أَنِ ٱتَّخِذِي مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ ٱلشَّجَرِ } ؛ فهي تتخذُ من الجبالِ بُيوتاً إذا لم تكن لأحدٍ ، وقولهُ تعالى : { وَمِمَّا يَعْرِشُونَ } ؛ يعني مما يَبنِي الناسُ لها من خلاَياها ومساكنِها ، ولولا التسخيرُ وإلهام الله ما كانت تأْوِي إلى ما يُبنى لها .