Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 81-81)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً } ؛ أي أشياءَ تستظِلُّون بها مثلَ الأشجارِ ونحوها ، { وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلْجِبَالِ أَكْنَاناً } ؛ وهي الكهوفُ والغِيرَانُ يدخلُها الناس ليسكنوا فيها من الحرِّ والبرد . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ ٱلْحَرَّ } ؛ أي جعلَ لكم سَرابيلَ يعني القَمِيصَ من القُطنِ والكتَّان والصوف يدفعُ عنكم الحرَّ في الصيفِ والبردَ في الشتاء . ولم يذكرِ البردَ في الآية ؛ لأنه لَمَّا ذكرَ الحرَّ فقد دلَّ به على ما في مقابلتهِ من البرد . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ } ؛ أرادَ به الدُّورعَ من الحديدِ يتَّقون بها في الحرب سلاحَ العدوِّ ، يعني الطعنَ والضرب والرميَ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ } ؛ في سائرِ الأشياء ، كما أتَمَّها عليكم في هذه الأشياءِ ، { لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ } ؛ لكي تُسلِمُوا ، قال ابنُ عبَّاس : ( مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى { لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ } أيْ لَعَلَّكُمْ يَا أهْلَ مَكَّةَ تَعْلَمُونَ أنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَى هَذا غَيْرُ اللهِ فَتُؤْمِنُوا بهِ وَتُصَدِّقُواْ رَسُولَهُ ) . وفي قراءةِ ابن عبَّاس ( لَعَلَّكُمْ تَسْلَمُونَ ) بنصب التاء من الجراحاتِ إذا لبستُم الدروعَ من الحديدِ ، ومن الحرِّ والبرد إذا لبستُم القميصَ .