Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 60-60)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِ } ؛ عِلْماً وقدرةً فَهُمْ في قبضتهِ لا يقدرون على الخروجِ عن مَشِيئته ، وهو مانعُكَ منهم وحافظُكَ ، فلا تتَهيَّب وتخافُ منهم ، وامْضِ بما أُمِرْتَ به من تبليغِ الرِّسالةِ ، وقال مقاتلُ : ( مَعْنَاهُ : أحَاطَ بالنَّاسِ ؛ أيْ أهْلَ مَكَّةَ أَنَّهَا سَتُفْتَحُ لَكَ ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّءْيَا ٱلَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ } ؛ قال أكثرُ المفسِّرين : يعني ما ذُكِرَ في أوَّلِ هذه السُّورة من الإسراءِ في ليلةٍ واحدة من المسجدِ الحرام إلى المسجدِ الأقصَى على معنى أنَّها شدَّةٌ من التكليفِ ، كما رُوي أنَّ المشركين استعظَمُوا ذلك وكذبوهُ ، فيكون معنى الرُّؤيا رؤيةَ العينِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱلشَّجَرَةَ ٱلْمَلْعُونَةَ فِي ٱلقُرْآنِ } ؛ أي وما جعَلنا الشجرةَ الملعونةَ إلاَّ فتنةً للناس ، والشجرةُ الْمَلْعُونَةُ : شجرةُ الزَّقُّومِ ، يقولُ العرب : لكُلِّ طعامٍ منارٌ معلوم ، وسَمَّوها فتنةً ؛ لأنَّهم قالوا : إنَّ النارَ تأكلُ الشجرةَ ، فكيف تنبتُ الشجرة في النارِ ؟ ! وقال ابن الزُّبْعَرَى : ( مَا نَعْلَمُ الزَّقُّومَ إلاَّ التَّمْرَ وَالزَّبَدَ ) فَهَذا الْكَلاَمُ مِنْهُمْ هُوَ فِتْنَتُهُمْ ؛ أيْ فُتِنُواْ بذلِكَ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً } ؛ أي نُخوِّفُهم بما نُرسِلُ الآياتِ ، فما يزدادون إلا تَجاوُزاً عن الحدِّ .